روسيا تخرج للعالم دبابة بدون سائق مقاومة للنيران
أنباء انفو -تمكنت روسيا من ابتكار دبابة ذكية جديدة تمثل إضافة مهمة لجيشها ويمكن أن تحدث فارقاً ملموساً في الأعمال القتالية البرية على الأرض، وتتميز الدبابة الجديدة بالعديد من المواصفات غير المسبوقة والتي لم تتمكن حتى التكنولوجيا الأمريكية المنافسة من ابتكارها حتى هذه اللحظة. وبحسب المعلومات التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية وأطلعت عليها «القدس العربي» فان الدبابة الجديدة المسماة (Uran ـ 9) مقاومة للحريق ولا تتأثر بلهيب النار، كما أنها تعمل بالتحكم عن بعد بواسطة الريموت حيث لا تحتاج إلى أي سائق ولا مقاتلين بداخلها، إضافة إلى كونها صغيرة الحجم وقادرة تبعاً لذلك على الوصول إلى الأماكن التي لا تصل اليها الدبابات التقليدية.
وتشتمل الدبابة الصغيرة التي لا يزيد ارتفاعها كثيراً عن ارتفاع الإنسان العادي عندما يكون واقفاً، وعلى رشاشات آلية كاملة، ومدفعية من طراز و30 مليمترا، وتستطيع أن تطلق ما بين 350 إلى 400 رصاصة في الدقيقة الواحدة.
وتقول روسيا إنها ابتكرت هذه الدبابة من أجل تزويد القدرات المتوفرة لسلاح المشاة التابع لها، ولقوات مكافحة الإرهاب ، حيث أن الدبابة غير المزودة بالبشر تعطي للقوات الروسية قدرة أكبر على الاستطلاع ودعم القوات الماشية على الأرض خلال المعارك والأعمال القتالية.
وتتكون الدبابة من اثنين من الرجال الآليين كأركان فيها بدلا من المقاتلين العاديين، كما أنها تتضمن عقلاً الكترونياً يقوم بتنفيذ الأوامر التي يتلقاها عن بُعد.
أما الميزة الأخرى المهمة التي تتمتع بها هذه الدبابة فهي «نظام استكشاف» فريد من نوعه يستخدم أشعة الليزر في استكشاف المخاطر ومن ثم يُصدر التنبيهات والتحذيرات منها ليتم التعامل معها سريعاً.
وبحسب المطورين فان الدبابة الجديدة (Uran ـ 9) مصممة للعمل ضمن فريق مقاتلين أو وحدة مشاة متكاملة وليس كمركبة منفصلة، أي أنها تمثل وحدة دعم لفريق من المقاتلين وليس أداة للقتال بشكل منفصل.
وقال بوريس سيمكين مدير التحليل في إدارة التخطيط التابعة لوكالة عسكرية روسية إن «المطورين الروس يمتلكون كل الكفاءات والخبرات اللازمة لتطوير جيش حديث متكامل يعتمد على الروبوت والرجال الآليين، وهو الأمر الذي أصبح اليوم مطلوباً في السوق العالمي».
وتحوي الدبابة قاذفة صواريخ مضادة للدبابات، إضافة إلى أربع رشاشات من طراز (9M120) أما مدى الاطلاق فيصل إلى 2.5 ميل (4 كلم) فيما تصل دقة إصابة الأهداف إلى 90٪ .
وتأمل روسيا أن تتمكن من تطوير هذه التكنولوجيا الجديدة بصورة أكبر بكثير خلال الفترة المقبلة، على أنها تشير إلى ان مثل هذا النوع من الدبابات يمكن أن يحدث نقلة جيدة في حرب الشوارع ومكافحة الأعمال الإرهابية في المدن والمناطق السكنية، إذ أنها صغيرة الحجم ويسهل أن تتنقل من شارع إلى آخر، في الوقت الذي تتمتع فيه بامكانات عالية جداً، إضافة إلى أنها لا تحمل أي مقاتلين أو جنرالات أو عسكريين ما يعني أن تدمير هذه الدبابة لا ينتج عنه أي خسائر بشرية مطلقاً.
ويبدو أن الدبابات بدون سائق أصبحت مجالا للسباق بين مطوري المعدات القتالية والعسكرية، حيث سبق أن أعلنت العام الحالي شركة صناعات عسكرية في إستونيا أنها تمكنت من اختراع دبابة جديدة بدون سائق يمكنها التحول خلال المعارك بحسب الظروف على أرض المعركة، لتقوم بأداء مهام مختلفة، وتتغير إلى أشكال متباينة، بما يربك صفوف العدو.
ووصفت تقارير غربية الدبابة الجديدة أنها تمثل «نقطة تحول كبيرة في مجال المركبات التي تعمل بواسطة التحكم بها عن بُعد، ويمكن أن تعمل جنباً إلى جنب مع القوات البشرية لتشكل إضافة عسكرية مهمة لأي قوات برية في أرض المعركة».
والدبابة الأستونية المبتكرة يمكن التحكم فيها بواسطة «ريموت كونترول» ولا تحتاج إلى سائق أو أي قوات بشرية في داخلها، فضلاً عن أنها «قابلة للتكيف» مع ظروف المعركة والمكان الذي تعمل فيه، ويمكنها أن تتغير وتتحول بحسب الحاجة خلال العمليات القتالية على الأرض.
وحسب البيانات التي كشفت عنها الشركة الاستونية فان الدبابة ذات حجم صغير نسبياً مقارنة مع الدبابات التقليدية المستخدمة حالياً في المعارك، حيث يبلغ حجمها ثمانية في ستة أقدام فقط، أما وزنها الاجمالي فيصل إلى 680 كيلوغراما، وتستطيع أن تحمل مثل وزنها تقريباً.
وتتحدث الكثير من التقارير عن مساع أمريكية أيضاً لتطوير مركبات عسكرية ودبابات بدون سائق لاستخدامها في الحروب والمعارك البرية، على غرار الطائرات بدون طيار التي أثبتت نجاحاً خلال السنوات الأخيرة، وجنبت الأمريكيين خسارة الكثير من الأرواح في عملياتهم القتالية خارج الولايات المتحدة.
وتقول العديد من التقارير إن الجيش الأمريكي يقوم حالياً بتطوير تقنيات القيادة الذاتية ويعمل على ابتكار نظام سير للسيارات ذاتية القيادة تتبع فيها حذو شاحنة يقودها إنسان.
وبحسب المعلومات فان وزارة الدفاع الأمريكية أجرت اختبارات أولية على نظام يقوم باستخدام الكاميرات والرادارات وأجهزة الكمبيوتر المتواجدة بالسيارة لمسح الطريق وبذلك يتم تقييم المخاطر المحتملة وتحدد طريقة سيرها، ويرى الجيش أن هذه التقنية ستقلل حاجة الجيش للسائقين .
– وكالات