أخبار

الصحافة الجزائرية تتحدث عن ربيع جديد في العلاقة بين موريتانيا والجزائر

أنباء انفو – استبشرت معظم الصحف الصادرة في الجزائر نهاية هذا الأسبوع بما وصفته بالعودة السريعة والمفاجئة لعلاقات الجارتين (موريتانيا ، الجزائر) الي طبيعتها .

وذهبت وسائل إعلام جزائرية الي أن تلك العودة التي برزت جلية من خلال الاستقبال الحار الذي حظي به وزير الخارجية الموريتاني خلال زيارته الحالية للجزائر ستعيد إصلاح ما أفسده التأزم الذي أعقب تبادل طرد الدبلوماسيين بين البلدين؛ حين اتهمت موريتانيا المستشار الأول بالسفارة الجزائرية في نواكشوط بلقاسم الشرواطي بنشر مقال في أحد المواقع الإلكترونية المحلية يسيء فيه إلى العلاقات بين المغرب وموريتانيا قبل أن تبلغه الخارجية الموريتانية بأنه شخص غير مرغوب فيه.

وردت الخارجية الجزائرية بالمثل؛ حيث قامت بطرد المستشار الأول بالسفارة الموريتانية في الجزائر محمد ولد عبد الله، لتدخل العلاقات بين البلدين في نفق مظلم.

هذا، وتواجه نواكشوط صعوبات بالغة في إدارة علاقاتها بكل من الرباط والجزائر؛ حيث تشوش الحساسيات الجيوسياسية بين المغرب والجزائر على علاقاتهما بموريتانيا. وقد بدأ هذا التشعب خلال سبعينيات القرن الماضي، عندما شاركت موريتانيا إلى جانب المغرب في حرب الصحراء.

ومنذ وصول الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى الحكم بانقلاب عسكري عام 2008، شهدت العلاقات مع الجارتين تأرجحا بين التقارب والفتور: فبينما عارضت الجزائر انقلاب ولد عبد العزيز في البداية بسبب إقصائه لحليف الجزائر السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله؛ رحب بالانقلاب للسبب نفسه المغرب، الذي يراقب الآن عن كثب عودة العلاقات بين نواكشوط والجزائر، والمسار الذي ستسلكه خلال المرحلة القادمة؛ خاصة في ظل التطورات الأخيرة في ملف الصحراء الغربية.

وكانت الجزائر، بعد القطيعة السياسية بينها وموريتانيا، قد أعلنت عن توقيف تعاونها العسكري مع موريتانيا، على خلفية توجه الأخيرة لإقامة حلف أمني في منطقة الساحل (مجموعة الخمس في الساحل) مع جوارها الإفريقي، وتسيير دوريات أمنية من دون إشراك الجزائر.

ورأت الجزائر أن موريتانيا تسعى عبر هذه الخطوة لتنفيذ أجندات فرنسا، التي تريد خلق توازنات جديدة في المنطقة تضع الجزائر خارج اللعبة.

ومهما يكن، فإن استقرار العلاقات بين موريتانيا والجزائر رهين بطريقة تعاطي موريتانيا مع ملف الصحراء وعلاقتها بالمغرب من ناحية؛ ومن ناحية أخرى، بالحرص على إشراك الجزائر في أنشطة مجموعة دول الساحل الإفريقي، التي وصف الرئيس الموريتاني التنسيق بينها بأنه نابع من انسجام ثقافي واجتماعي.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button