مقالات

كتب سيدي علي بلعمش : ماذا أضافت مقابلة “لوبينيون”؟

كانت مقابلة ولد عبد العزيز مع صحيفة “لوبينيون” (L’Opinion) التي طبل و زمر لها الحزب الحاكم و ترجمتها وكالة الانباء، مهزلة حقيقية ، تحتاج هذه المرة حملة شرح منا جميعا دفاعا عن سمعة البلد و التلاعب بنظريات قائده المحرج بأفكاره الساذجة و تخلخل طرق التعبير عنها..

بهذه الديباجة التعريفية البسيطة، افتتحت “لوبينيون” مقابلتها الأقرب إلى الساخرة، مع ولد عبد العزيز:

Ancien général de l’armée, ex- chef d’état-major particulier du président de la république Sidi Mohamed Ould cheikh Abdellahi qu’il a renversé en 2008 avant de se faire élire en 2009 et réélire en 2014, Mohamed Ould Abdel Aziz dirige la Mauritanie. Droit dans ses bottes, ce dirigeant au caractère bien trempé répond pour l’Opinion aux critiques, parle de sa relation sécuritaire avec la France et de son engagement dans la lutte contre le terrorisme au sahel.


و قد قامت الوكالة الموريتانية للأنباء مشكورة بتحمل مسؤوليتها في الاعتداء على النص و ترجمة الفقرة أو تكييفها على الأصح ، كما يلي :

“الرئيس الموريتاني رجل صارم وشجاع وقائد يتمتع بقوة الشخصية يرد للرأي العام على الانتقادات الموجهة إليه ويتحدث عن علاقاته الأمنية مع فرنسا وتصميمه على مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل”
بينما كانت ترجمة الديباجة أكثر وضوحا من ذلك بكثير :

“جنرال سابق في الجيش و قائد الأركان الخاصة السابق لرئيس الجمهورية سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله الذي أطاح به في 2008، قبل أن ينصب نفسه رئيسا في 2009 و يعيد الكرة في 2014، محمد ولد عبد العزيز يقود موريتانيا. منتصبا في حذائه العسكري و بطبعه المشرب تصلبا ،  يرد هذا القائد على “لوبينيون” عن الانتقادات و يتكلم عن علاقاته الأمنية مع فرنسا و عن إصراره على مكافحة الإرهاب في الساحل”.
لا أدري من أين جاءت الوكالة الموريتانية بـ”رجل صارم و شجاع و قائد يتمتع بقوة الشخصية” و لا لماذا تجاوزت تنصيب نفسه (se faire élire) في 2009 رئيسا للبلاد ثم إعادتها في 2014 ؟؟  و حذف كلام “لوبينيون” هنا يعتبر مصادرة واضحة و فاضحة لموقفها من الانتخابات التي أوصلته إلى الحكم و التي لا يمكن التشكيك في نزاهتها بطريقة أقوى مما ذكرته الصحيفة أي “نصب نفسه”.
هنا يتبادر إلى الذهن سؤال ساذج في شكل تصويب: مادام ولد عبد العزيز يبحث عن إطراء و كليشيهات الوكالة الموريتانية للأنباء ، فلماذا يتكلف دفع مبالغ باهظة لإعداد مقابلات مع صحف دولية لا يتقن لغة أهلها و لا يفهم تقاليد خطابها و لا يعرف تابوهاتها؟
لقد أرادت الصحيفة هنا أن تقول لولد عبد العزيز يمكن أن نفتح لك المجال لتقول ما تشاء (و هذا ليس من عادتها و لا من أفضل ما يمكن أن تفعله) لكننا لا يمكن أن نشفق عليك بأكثر من إعطائك فرصة للدفاع عن نفسك.
ـ لم أر في هذه المقابلة أي سؤال استنتاجي أو حواري، مما يعني أن الصحيفة اتفقت معه أو التزمت بعدد من الأسئلة المحددة و إن كان هذا لا يظهر من خلال أي تحسن على الأجوبة التي كانت كلها ركيكة و ساذجة و كاذبة و وقعت في كل الفخوخ التي نصبت له، رغم التسهيلات الـ”و لو” افتراضية:
ـ قال ولد عبد العزيز في جواب معتقدا أنه مسكت، إن الاتفاق المزعوم بين موريتانيا و القاعدة كان سنة 2010 ـ حسب الادعاءات الأمريكية ـ و إن الأمريكان في ذلك الوقت لا يعرفون أين يوجد ابن لادن فكيف يصل إليه الموريتانيون و يعقدون معه اتفاقا؟ 
ليس هذا ما قاله الأمريكيون يا ولد عبد العزيز و يا شراح خطابات ولد عبد العزيز . قال الأمريكيون إن النظام الموريتاني أبرم اتفاقية مع القاعدة في المغرب الإسلامي و إن الأخيرة رفعته إلى ابن لادن. و قد أكد مفتي القاعدة السابق محفوظ ولد الوالد (في الدقيقة الأولى من المقابلة) أنه اضطلع على نص الاتفاق و زاد على الأمريكيين بأنه اضطلع على وثائق أخرى تؤكد ما في الوثيقة و تضيف إليه أشياء أخرى.

و هذا ما أكده أيضا القيادي في تنظيم القاعدة عبد الرحمن ولد محمد الحسين المشهور بـ”يونس الموريتاني” 
فهل يستطيع ولد عبد العزيز أن ينكر هو و مدير أمنه السابق ولد الهادي، علاقاتهم الواسعة و المتشعبة مع القاعدة في المغرب الإسلامي و بالخصوص مع مختار بالمختار (بلعور) أمير كتيبة “الملثمين” التي تحولت فيما بعد إلى “الموقعون بالدماء”؟
هل يستطيع إنكار شحنة الأسلحة و السيارات التي أرسلاها للقاعدة مع إبراهيم المعروف بـ”دوبل تيت” (الطارقي)الذي قتلته القاعدة في ما بعد؟

و قال ولد عبد العزيز : “لم ندفع قط دولارا واحدا للقاعدة في المغرب الإسلامي ولم نطلق سراح سجين واحد”.
 من الصعب الحصول على أدلة بدفع النظام الموريتاني مبالغ للقاعدة لأنهم يسرحون و يمرحون في البلد و لا شك أنه مكان مناسب لاستثمار أموالهم و تبييضها و تحصينها، لكن ما نستطيع تأكيده هو أن ولد عبد العزيز كذب حين قال إنهم لم يطلقوا قط سراح سجين واحد و “لم نستجب كذلك لطلبات قدمت إلينا من طرف دول صديقة للإفراج عن سجناء مقابل إطلاق سراح رهائن” 
لقد تم إطلاق سراح الكثيرين في تلك الفترة و جلهم تم إطلاق سراحهم استجابة لطلبات قدمتها بعض الدول الأوروبية في عمليات تبادل رهائن، أعرضت عن مثلها كل دول المنطقة إلا عصابة ولد عبد العزيز:
ـ  في نهاية نوفمبر 2009 : خطف 3 سياح إسبان على طريق نواذيبو على يد عمر الصحراوي و تم القبض عليه في منتصف فبراير 2010 عن طريق عملية استخباراتية مع العميل إبراهيم المعروف باسمه الحركي “دوبل تيت” و قد قاد اعتقاله إلى اعتراض مجموعة “لمزرب” بعد أيام من ذلك . و تم الإفراج عن عمر الصحراوي في صفقة الإفراج عن الإسبان أنفسهم و بعمولة للمفاوضين الموريتانيين رغم ارتكابه لعدة جرائم أخرى على الأراضي الموريتانية و ضمن حالات إطلاق سراح أخرى لا تأتي دون حالته في شيء: 

   ـ في 26 فيراير 2010، تم القبض على 15 عنصر من المهربين و عناصر حماية مأجورة في “لمزرب” على الحدود الموريتانية المالية بعد الاشتباك معهم في مواجهة مسلحة، و جاء في بيان رسمي للنظام الموريتاني  أن “تنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي” هو من كان يوفر الحماية للمجوعة.و تم الإفراج عنهم جميعا  لاحقا في عملية غامضة ما زال النظام الموريتاني يرفض أن يقدم لها أي تبرير أو تفسير ، رغم ما تسرب عنها من أمور فاضحة.
ـ في دجنبر 2011 :

اختطف الدركي أعلي ولد المختار من مدينة “عدل بكرو” ، ليتم الإفراج عنه في مارس 2012  ضمن صفقة مع التنظيم تم بموجبها إطلاق سراح الإيطالية روسيلا أورو (موظفة هيئة إغاثة، اختطفت في أكتوبر 2011 مع إسبانيين (رجل و امرأة) ، مقابل تلبية مطالب للتنظيم، كان على رأسها إطلاق سراح عبد الرحمن ولد ميدو (الأزوادي)، المعتقل في السجون الموريتانية على خلفية اتهامه باختطاف مواطنين (2) إيطاليين على الحدود الموريتانية المالية قبل سنة من ذلك و إطلاق سراح الشيخ ولد السالك الذي فشلت محاولة تهريبه لاحقا (و لا أحد يعرف حتى الآن من الجهة الحقيقية التي كانت وراء عملية تهريبه المعقدة و المثيرة للجدل) و هو العرض الذي رد عليه وزير الخارجية الموريتاني حينها بأن بلاده “لن تستجيب” لتلك الشروط وأنها ترفض التفاوض مع “الإرهابيين”.

و قد نفذ ولد عبد العزيز في ما بعد ذلك الاتفاق بحذافيره . و الأكاذيب الموريتانية في هذا الخصوص معروفة لدى الجميع.
ـىفي 2 فبراير2011 :

تم تفجير سيارة مفخخة على مشارف نواكشوط بمنطقة الرياض. و تقول مصادر خاصة، إن عمر الصحراوي هو من كان يقود العملية بالتنسيق مع جهات أمنية داخلية لبث الرعب في السفارات الغربية و على رأسها السفارة الفرنسية من أجل تقديم دعم أكبر لموريتانيا.

و حين فر السجين الشيخ ولد السالك (الذي تم القبض عليه في ما بعد على خلفية نفس العملية)، تناقلت وسائل الإعلام الرسمية أنه كان ينوي قتل رئيس الجمهورية.

و في حديث ولد عبد العزيز لـ”لوبينيون” عن نفس الحادثة قال “لقد تمكنا خلال هذه الفترة من إحباط هجوم على نواكشوط كان يستهدف إحدى السفارات ووزارة الدفاع وهذا ما يفند بالطبع وجود اتفاق كهذا”. و هذا التناقض يدعم احتمال قصة الصحراوي الذي تحول بعد إطلاق سراحه في صفقة الإفراج عن الإسبان، إلى عميل مزدوج للقاعدة و النظام الموريتاني. 


لقد حاول ولد عبد العزيز هنا مغالطة من يدركون خفايا الأمور أكثر منه حين يقول “و هذا ما يفند بالطبع وجود اتفاق كهذا” فمن المعروف أن كل العمليات التي حدثت في موريتانيا في عهد الاتفاق المذكور، تم تنفيذها من طرف “تنظيم التوحيد و الجهاد” الذي انفصل عن القاعدة سنة 2011 و انخرط في عمليات الخطف بصفة خاصة و شراء المخطوفين لتمويل مشروع بنيانه. 
ـ و في 4 أغسطس 2015، أطلقت موريتانيا سراح سنده ولد بو عمامة في عملية ما زالت أسرارها غامضة هي الأخرى، أدانها العالم أجمع،   و هي عملية مماثلة تماما بأسبابها و حرفيتها لإطلاق الجزائر سراح “يورو ولد الدحه” ، في ما بدا أنه مخطط لحماية القيادات إبان الاجتياح الفرنسي في ما عرف بعملية برخان .

ـ في يونيو 2012 قام ولد عبد العزيز بإطلاق سراح مامين ولد أفقير و عبد الرحمن ولد ميدو في صفقة إطلاق سراح الرهينة الإيطالية روسيلا

ـ و قال ولد عبد العزيز في مقابلته مع لوبينيون ” وقمنا بتطهير كل الجيوب الإرهابية وقضينا على قواعدها في شمال البلاد” 
و هنا نحتاج إلى تدخل ولد محم و بقية شراح خطاب “روبيس بيير” لتحديد أي “جيوب” يقصد ولد عبد العزيز، هل يعني جيوب أصحاب “لمزرب” التي قام بتطهيرها بالفعل من خلال دفع 22 ألف أورو عن كل فرد منهم أو جيوب إرهاب عجزت الجزائر و فرنسا و أمريكا عن تحديدها قبل الحديث عن تطهيرها؟
ولد عبد العزيز عقل مريض بالتخلف و الكذب ؛ فمن يفعل كل هذا و يقول أمام العالم “لم نطلق سراح سجين واحد” و “لم نستجب كذلك لطلبات قدمت إلينا من طرف دول صديقة للإفراج عن سجناء مقابل إطلاق سراح رهائن” .. من يدخل الجيش الموريتاني في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل من أجل تحرير الرهينة الفرنسي جيرمانو، مدعيا أنه يقوم بضربات استباقية لا حرب بالوكالة .. من يقول إن تسجيلات آكرا فبركة من المعارضة قبل أن يعترف بها بعد تأكيد خبراء الصوتيات ثبات صحتها بنسبة 93% .. من يختلق سيناريو قصة “أطويله” المخجلة ، لا يمكن أن يقال عنه سوى أنه شخص مريض بالكذب.


ـ يقول ولد عبد العزيز ” لقد تمكنا من تأمين حدودنا وأقمنا منطقة عسكرية، يحظر الدخول إليها وأنشأنا 36 نقطة عبور لبلادنا الشيء الذي يسمح لنا بمراقبة تحركات الجماعات المسلحة والمهاجرين ومهربى البضائع. ولم نتعرض لهجمات منذ 3 سنوات” 
1 ـ معروف أن الحدود مع مالي تتجاوز 2000 كم و إذا قسمنا هذه المساحة على 36 نقطة عبور ، سنجد أن بين كل نقطتي عبور 55 كم و هي مسافة مريحة لكل عابر سبيل فما بالكم بمحترفي التهريب و تجار السلاح و المخدرات و الارهابيين؟ و معروف أكثر أن موريتانيا لا تستطيع تغطية تموين و تأمين هذا العدد من النقاط.
2 ـ أقوى جيش في المنطقة هو الجيش الجزائري و يتلقى أسبوعيا و أحيانا يوميا، هجمات من الإرهابيين و حالات تهريب و اختراقات متواصلة يتكلم عنها الإعلام الجزائري يوميا. و أضعف جيش في المنطقة هو الجيش الموريتاني (و هذا ما جعله خارج إطار التصنيف في الموسوعة العالمية التي صدرت قبل أسابيع عن أهم مؤسسة متخصصة في العالم). و حين يقول لنا ولد عبد العزيز “لم نتعرض لهجمات منذ 3 سنوات”، فهذا يعني إما أنهم فتحوا “لهم” البلد و لم يعودوا بحاجة إلى مهاجمته و إما أنهم دخلوا معهم في صفقة ـ بشروط المنتصر ـ  كما قالت أمريكا و كما أكد ولد الوالد و”يونس الموريتاني”.

 

و حين فر السجين الشيخ ولد السالك (الذي تم القبض عليه في ما بعد على خلفية نفس العملية)، تناقلت وسائل الإعلام الرسمية أنه كان ينوي قتل رئيس الجمهورية.

و في حديث ولد عبد العزيز لـ”لوبينيون” عن نفس الحادثة قال “لقد تمكنا خلال هذه الفترة من إحباط هجوم على نواكشوط كان يستهدف إحدى السفارات ووزارة الدفاع وهذا ما يفند بالطبع وجود اتفاق كهذا”. و هذا التناقض يدعم احتمال قصة الصحراوي الذي تحول بعد إطلاق سراحه في صفقة الإفراج عن الإسبان، إلى عميل مزدوج للقاعدة و النظام الموريتاني. 


لقد حاول ولد عبد العزيز هنا مغالطة من يدركون خفايا الأمور أكثر منه حين يقول “و هذا ما يفند بالطبع وجود اتفاق كهذا” فمن المعروف أن كل العمليات التي حدثت في موريتانيا في عهد الاتفاق المذكور، تم تنفيذها من طرف “تنظيم التوحيد و الجهاد” الذي انفصل عن القاعدة سنة 2011 و انخرط في عمليات الخطف بصفة خاصة و شراء المخطوفين لتمويل مشروع بنيانه. 
ـ و في 4 أغسطس 2015، أطلقت موريتانيا سراح سنده ولد بو عمامة في عملية ما زالت أسرارها غامضة هي الأخرى، أدانها العالم أجمع،   و هي عملية مماثلة تماما بأسبابها و حرفيتها لإطلاق الجزائر سراح “يورو ولد الدحه” ، في ما بدا أنه مخطط لحماية القيادات إبان الاجتياح الفرنسي في ما عرف بعملية برخان .

ـ في يونيو 2012 قام ولد عبد العزيز بإطلاق سراح مامين ولد أفقير و عبد الرحمن ولد ميدو في صفقة إطلاق سراح الرهينة الإيطالية روسيلا

ـ و قال ولد عبد العزيز في مقابلته مع لوبينيون ” وقمنا بتطهير كل الجيوب الإرهابية وقضينا على قواعدها في شمال البلاد” 
و هنا نحتاج إلى تدخل ولد محم و بقية شراح خطاب “روبيس بيير” لتحديد أي “جيوب” يقصد ولد عبد العزيز، هل يعني جيوب أصحاب “لمزرب” التي قام بتطهيرها بالفعل من خلال دفع 22 ألف أورو عن كل فرد منهم أو جيوب إرهاب عجزت الجزائر و فرنسا و أمريكا عن تحديدها قبل الحديث عن تطهيرها؟
ولد عبد العزيز عقل مريض بالتخلف و الكذب ؛ فمن يفعل كل هذا و يقول أمام العالم “لم نطلق سراح سجين واحد” و “لم نستجب كذلك لطلبات قدمت إلينا من طرف دول صديقة للإفراج عن سجناء مقابل إطلاق سراح رهائن” .. من يدخل الجيش الموريتاني في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل من أجل تحرير الرهينة الفرنسي جيرمانو، مدعيا أنه يقوم بضربات استباقية لا حرب بالوكالة .. من يقول إن تسجيلات آكرا فبركة من المعارضة قبل أن يعترف بها بعد تأكيد خبراء الصوتيات ثبات صحتها بنسبة 93% .. من يختلق سيناريو قصة “أطويله” المخجلة ، لا يمكن أن يقال عنه سوى أنه شخص مريض بالكذب.


ـ يقول ولد عبد العزيز ” لقد تمكنا من تأمين حدودنا وأقمنا منطقة عسكرية، يحظر الدخول إليها وأنشأنا 36 نقطة عبور لبلادنا الشيء الذي يسمح لنا بمراقبة تحركات الجماعات المسلحة والمهاجرين ومهربى البضائع. ولم نتعرض لهجمات منذ 3 سنوات” 
1 ـ معروف أن الحدود مع مالي تتجاوز 2000 كم و إذا قسمنا هذه المساحة على 36 نقطة عبور ، سنجد أن بين كل نقطتي عبور 55 كم و هي مسافة مريحة لكل عابر سبيل فما بالكم بمحترفي التهريب و تجار السلاح و المخدرات و الارهابيين؟ و معروف أكثر أن موريتانيا لا تستطيع تغطية تموين و تأمين هذا العدد من النقاط.
2 ـ أقوى جيش في المنطقة هو الجيش الجزائري و يتلقى أسبوعيا و أحيانا يوميا، هجمات من الإرهابيين و حالات تهريب و اختراقات متواصلة يتكلم عنها الإعلام الجزائري يوميا. و أضعف جيش في المنطقة هو الجيش الموريتاني (و هذا ما جعله خارج إطار التصنيف في الموسوعة العالمية التي صدرت قبل أسابيع عن أهم مؤسسة متخصصة في العالم). و حين يقول لنا ولد عبد العزيز “لم نتعرض لهجمات منذ 3 سنوات”، فهذا يعني إما أنهم فتحوا “لهم” البلد و لم يعودوا بحاجة إلى مهاجمته و إما أنهم دخلوا معهم في صفقة ـ بشروط المنتصر ـ  كما قالت أمريكا و كما أكد ولد الوالد و”يونس الموريتاني”.


 ـ سؤال الصحيفة : “لازال تطبيق اتفاق السلام بين الفرقاء الماليين يراوح مكانه، هل من تفسير لذلك”؟، كان فخا سياسيا وقع فيه ولد عبد العزيز بغباء، مرددا حجة الإرهاب بالضبط و متبنيا مبرراته و لا ندري إذا طالب “مثلث الفقر” الموريتاني غدا بالانفصال لنفس الأسباب ماذا سيكون رد ولد عبد العزيز (!؟). كان الرد على هذا السؤال يتطلب قدرا من الحنكة السياسية و اللباقة الدبلوماسية ، لا يتمتع به ولد عبد العزيز ليتفوه بما كان لا ينبغي أن يقوله بالضبط كرئيس دولة جوار، يفترض أن يكون على دراية بتابوهات المنطقة و طرق التعامل معها. وكان على ولد عبد العزيز و هو يتكلم في مواضيع يرتبط بها مصير بلد كامل، أن لا يتحدث بلغة لا يتقنها أو يستخدم مترجما، فمن الواضح هنا أنه كان يقول ما يستطيع التعبير عنه أكثر مما يريد قوله.


ـ هناك عبارة يكررها ولد عبد العزيز باستعذاب، أريد من شراح خطابه أن يفهمونا ماذا يعني بها : “أين كان المناهضون للعبودية قبل 20 أو 40 سنة. كان هناك الكثير من العبيد في تلك الحقب ومخلفات كثيرة وبادية لهذه الظاهرة إلا أنه لم يكن هنالك أحد يتحدث عنها”؟ 
ـ هل هذا مبرر لأن لا يتحدث عنها اليوم من يشير إليهم؟
ـ هل يعني أن ما حصل من تحسن في المجال كان نتيجة كرم ولد عبد العزيز لا بسبب نضالات الشعب الموريتاني؟
ـ كانوا عبيدا خانعين .. كانوا بهاليل مدللين .. كانوا عملاء للنظام ، مضلَلين و مضلِلين .. ماذا يضيف هذا أو ينقص من حقيقة القضية؟ كانوا يخونون أو يؤجلون قضيتهم و اليوم صحت ضمائرهم، أين العيب في ذلك؟ 
أسوأ من يعطي الدروس في الأمور الاجتماعية الحساسة هو الجاهل المعتد برأيه . أين كنت أنت و محسن و أمربيه ربو و أفيل قبل 40 و 20 و 10 سنوات ؟ 
المقرر الخاص للأمم المتحدة حاقد على نظام عزيز ، المعارضة مجرمة و عدوة للبلد، المدافعين عن حقوق الإنسان “أين كانوا قبل الآن”؟ 
من أنت حتى تجرم و تخون و تشكك في العالم أجمع لأنه يستغرب و يناهض عصابة تعيش خارج الزمن ، دمرت بلدا كاملا  و نهبت خيراته و أذلت أهله؟؟


ـ يقول ولد عبد العزيز : “اهتم من سبقني من الرؤساء بالتركيز على العاصمة نواكشوط التي يقطنها ثلث السكان وجميع المرافق العمومية.
بالنسبة لي اللامركزية هدف لا بد من تحقيقه وكذلك خلق فرص للعمل والولوج إلى خدمات تعليمية واجتماعية.”

ما زالت أكاذيب ولد عبد العزيز و خدعه تنطلي على الكثيرين؛ كيف يتقبل عقلاء واعون أن يقوم رئيس في آخر مأموريته الأخيرة بإحداث تغييرات جوهرية في نظام بلد، لم يتذكرها خلال مأمورية و نصف؟ :

حل مجلس الشيوخ، إنشاء مجالس جهوية، تبني نظام اللامركزية، استفتاء على الدستور .
هل يريد ولد عبد العزيز فرض أجندة لم يتبناها في زمنه على من يأتي بعد أو هي رسالة إلى الجميع بأن زمنه لم يبدأ بعد؟ 
هل يمكن أن نستنتج احتمالا آخر من خلال هذه القرارات الغريبة؟ أم أنكم تؤكدون ما تقوله المعارضة ، أي أن ولد عبد العزيز في حل من القوانين و المنطق و المألوف!؟


ـ لم يستطع ولد عبد العزيز أن يرد على تغيير الدستور بسوى ما كان يهرب إليه من غموض “لم أقل قط أنني سأغير الدستور” .. أقوال الوزراء “رد على استفزازات المعارضة”.. “الأمر لا يوجد إلا في أذهان هؤلاء فأنا لم ينقض من مأموريتي سوى سنة وتسعة أشهر”.. “من المهم مشاركة الجميع في الحوار لترسيخ الديمقراطية في البلد”.. “كل الحريات مصانة”  
 أين الجديد في حديث ولد عبد العزيز؟  ما معنى حصيلة هذا الكلام سوى أن ولد عبد العزيز عاجز عن التخلي عن أكاذيبه؟


لقد كانت هذه المقابلة تافهة و ساذجة إلى أقصى حد . أما الأسئلة  التي لم تطرحها “لوبينيون” فهي:


ـ لماذا يدفع ولد عبد العزيز 400 ألف أورو للصحافة الفرنسية لتلميع صورته في بلد تعاني صحافته من الجوع و البؤس؟
ـ لماذا رفضت “لموند” حضور دعوته مدفوعة الثمن بسخاء؟
ـ هل كان يتوقع أن تقول الصحافة الفرنسية مثل الوكالة الموريتانية و آتلانتيك ميديا، “الرئيس الموريتاني رجل صارم وشجاع وقائد يتمتع بقوة الشخصية”؟
ـ هل فهمتم الآن أن الصحافة الأجنبية لا يمكن أن تلمع صورة دميمة بأي ثمن؟

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button