مقالات

آمالكم أوهام .. أيها عرب..رايس وباول من أصول إفريقية،وكذلك أوبا ما

بقلم : بوننا سيدي أعثيمين

يتعلق الأمر بالإجابة عمن يحدد علاقة باراك حسين أوباما هل هم العرب أنفسهم ؟ أم أوبا ما ؟ أم أن للولايات المتحدة الأمريكية محددات مؤ سسا تية مسبقة لهذه العلاقة ؟

نؤجل الإجابة على هذه التساؤلات حتى نسجل الملا حظات التالية :

الأولى : أن أوبا ما ظاهرة تتطلب قراءة نفسية وسوسيو سياسية متأنية بعناية ذوي الاختصاص في المجال.

الثانية : أن الكلام عن العالم العربي لايمكن أن يتجاوز المستوى النظري المتمثل في وجود مانسميه عوامل الوحدة العربية كوقائع تاريخية وحضارية ولذلك لم تحتفظ اللغة المتداولة بمصطلح “الوطن العربي”الذي يدل على وجود نوع من أنواع الوحدة العربية، وإنما بمصطلح العالم العربي للدلالة على الاختلاف والتباين إمعانا في تكريس الواقع الذي نعيشه.

الثالثة : أن التساؤلات أعلاه لن يجيب عنها سوى الوقت وما عدا ذلك يبقى مجرد تخمين تشترك فيه وتتدافعه كافة أدوات التحليل .

وبالرجوع إلى التساؤل الأول يجب التذكير بأن العرب اعتادوا رسميا النظر إلى أين تتجه بوصلة حرارة الموقف الأمريكي والهرولة فراد ى،غالبا ، وجماعات نادرا، لمسايرتها كجهاز تحكم في الخريطة السياسية العربية . وقد دفعت إدارة بوش بإظهار العجز العربي إلى آخر مداه بتدخلها المأساوي في العراق ودعمها المطلق للكيان الصهيوني لإبادة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ؛ غير أن الأمل معلق على أن يسلك العرب طريق التأثير في السياسة الدولية التي لن تكون سالكة إلا بتوفر شرطين ألهما اتحاد القمة والقاعدة…ولعله أمر مازال بعيد المنال نظرا لأزمة الثقة التي لها أكثر من سبب وأكثر من مبرر بين الحاكم والمحكوم وحاجتها إلى وقت غير قصير للبناء على أساس قوي متين ؛وثانيهما توظيف الإمكانيات العربية بطريقة جديدة متفق عليها كخيار إستراتيجي لتغيير مركزنا في العلاقات الدولية من موضوع لها إلى طرف فاعل فيها قادر ،حتى،على المشاركة بقوة أكبر من قوة اللوبي الصهيوني في انتخاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية…الخ . وبما أن الأمور عندنا تسير بشكل مغاير لما يجب أن يكون ، فإن التساؤل عن مستقبل علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالعالم العربي والإسلامي في ظل رئيسها الجديد:”باراك حسين أوبا ما”يبقى مشروعا وفي غاية الأهمية.

وإذا كان الكثيرون يعلقون الأمل واسعا على انتخاب حسين أوبا ما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية بسب أصله الإفريقي وجذوره الإسلامية فإن وقائع دالة تجعل هذا الأمل يتضاءل بل يتلاشى ، ألم يكن كولن باول قائدا للجيوش في الحرب الأمريكية الأولى ضد العراق ؟ ألم تكن رايس رئيسة للدبلوماسية الأمريكية طوال سنوات حكم بوش الأخيرة ؟ ألم يكونا من أصل إفريقي ؟ هل حركا ساكنا بالتلميح أو التصريح بخصوص القضايا الإفريقية أحرى بالقضايا العربية مثل احتلال العراق وتدميره ،والغزو الصهيوني للبنان ، وحصار غزة الجائر ،وأخيرا غزوها وتدميرها بأسلحة محرمة دوليا ؟

إن مجموعة من الأحداث المتلاحقة ،التي لا يختلف اثنان على أنها من صنع النخب الأمريكية القديمة ،قد أثرت بقوة في حياة الولايات المتحدة الأمريكية الشعبية حتى أدت إلى انتخاب أوبا ما رئيسا لها كجزاء لتلك النخب على ما ألحقته من ضرر مادي ومعنوي بأعتى قوة عسكرية واقتصادية في العالم.

لقد فرضت هذه الأحداث التأسيس لمراجعة شاملة على النخب الحاكمة هناك لسياساتها الداخلية والخارجية في إطار المحددات المسبقة لتلك السياسات.

و يمكن للعالم العربي إذا ما أراد أن يحتل موقعا مناسبا على الخريطة السياسية الدولية أن يتحرك بأقصى حد من وحدة الصف وفق إستراتيجية تستهدف الاستفادة من الفرصة السانحة.

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button