مقالات

لست مخدوعة … صدقوني/سارة بنت ابراهيم/foulana@maktoob.com

انا لست مخدوعة!! حتى ولو كنت سأصوّت لولد عبد العزيز في الانتخابات القادمة!!
ولست منافقة ايضا!!
حتى لو كنت غـيـّرت رأي من معارضة تقليدية، الى مؤيدة نسـبـيـّة لولد عبد العزيز !!
كل ما في الامر انني واقعية جدا !!
فالجنرال سيفوز في الانتخابات القادمة وسيحكم موريتانيا لخمس سنوات قادمة، وليس هناك بد من لابد منه!!!
ولقد تعبت من وقوفي صامتة في خانة المعارضة السلبية،
حيث لا يمكن التأثير في مجريات الاحداث،
فسوى عبّرت عن رايك بهدوء وعقلانية، أو صرخت وزعقت ولبست البياض وسهرت الليالي الملاح، وتعرضت للضرب المبرح!! كما فعلت نساء المعارضة اخيرا!!! فلا فائدة !!!
فالعالم لاتهمه ديمقراطية موريتانيا !!
العالم لا يساعد ولا يجامل الضعفاء ، العالم مشغول بنفسه وحروبه وامراضه المستعصية ،
العالم لا يريد ان يسمع عن موريتانيا أصلا!!
يريدها دولة مستقرة آمنة فقط : لئلا تؤثر فوضويتها على حلفائه المهمين في المنطقة!!
يريدها بلا مشاكل الفقر والعنصرية ليتمكن من اسكات حفنة قليلة من ذوي الضمائر الحية!! عدا ذلك لايهمه شيء من شؤونها قط!!
ولو تولى رئاستها الشيطان نفسه ولم يسمع بمعارضته، لقبل!! ولو نامت بطون اهلها على الضوى ولم يُسجّل ذلك لسكت !! ولوجرفها الطوفان عن بكرة أبيها ، ولم تنتشر الجثث والامراض لغيرها لخرس!!!
اذا لماذا اعارض؟
فسوى تأجلت الانتخابات او لم تفعل-هذا المطلب الساذج الذي اصبح الامل الوحيد للمعارضة- فالجنرال غالب لا محالة!!!
*******************
واذا كنت صوّتُ في الماضي للمعارضة التقليدية: تغشما وسذاجة واعتقادا بالاحلام الوردية…..
فانني اليوم اريد تجربة التصويت والانضمام للحزب الحاكم لعل وعسى ، فهولم يتوانِ قط عن السيطرة والهيمنة، وكان دوما ممسكا بزمام الامور ومخازن الرزق ومكامن العلة……
وليس في هذا تناقض وانكار للمبادئ الثورية النضالية…..
فلماذا تعذيب النفس ومجاهدة الحياة؟؟؟ اليس من حقنا تجربة طرق اخرى لتحقيق اهدافنا؟
هل انا بقوة جيفارا ؟ هل لي صبر ايوب؟ وهل ترون في شخصي الضعيف قوة احتمال وصبر خارقة؟؟؟
كلا …. انما أنا مجرد انسانة جد عادية، لديها اهداف جد متواضعة : الستر والعافية!!
هل هذا الموقف المنتشر، يشكل صدمة واستنكار عندكم معشر الحالمين المبدئيين البكائيين؟؟
انا آسفة… لكنها الحقيقة العارية:
موريتانيا لا توجد فيها ديمقراطية ولن توجد!!!
موريتانيا لا تناسبها الديموقراطية على النمط الغربي–اصلا- ولن تناسبها ابدا!!
موريتانيا لن توجد فيها الديمقراطية الآن ولا غدا!!
لدينا تركيبة قبلية وعرقية معقدة ،
لدينا شيوخ واتباع ،
لدينا بيظان وزنوج ،
لدينا اسياد وعبيد…..
فكيف نجمع هذا الخليط على رأي واحد ، الا اذا كان على صراخ البطون الخاوية؟؟؟
كيف ؟؟؟
لقد وعى هذه الحقيقة البسيطة منذ نعومة اظفاره: الشيخ الأمّي في الفيافي القاحلة ،
ووعتها الزنجية المعيلة ، والشاب الجامعي العاطل ،
وعاها كل من تتحكم فيه نوازع غزيرته صارخة زاعقة: إليَّ بطعام !! إليَّ بعلاج !! إليَّ بمسكن !! اليّ بمأمن !! ثم: إليَّ بتعليم !! إليَّ بحرية !!!
ثمّ هل رأيتم –مرة واحدة-أحدا من المعارضة يحكم موريتانيا؟؟؟ احدا من خارج النخبة الحاكمة منذ الاستقلال؟؟؟؟
كلا فلم يسمح الشعب المحتاج من قبل ولم يهتم يوما ، سوى لهم بالوصول الى سدة الحكم ، لأنهم الوحيدون القادرون على ملء بطنه الخاوي، إذا ارادوا !!!
******************
وعلى كل حال : ماله محمد ولد عبد العزيز؟؟
انه –حاليا- مجرد مترشح للرئاسة له ماله ، وعليه ماعليه، ان اصاب فله اجره و ان خاب فقد اجتهد …
اليس من حقه – كعسكري مخلص خدم الوطن طويلا –تحقيق حلمه الازلي بالوصول للرئاسة؟ وتامين التقاعد المريح في القصر المنيف؟؟
فهو لم يكن يحتاج لإنقلاب للوصول للحكم ،ولو كان كذلك لما جاهد لفوز سيدي بالرئاسة- كما اعترف الجميع- وانما جاء انقلابه “ردة فعل ” على تصرف سيدي اللامنطقي بعزله!!
ثم انه يعجبني –شخصيا بدرجة معقولة- تكفي للتصويت له:
فهو –وهذه خصال لايمكن الجدال فيها-: شجاع وجرئ ، قوي الشخصية عنيد الرأي ، لا يخشى لومة لائم ، متمرس على التعامل مع الخليط المعقد للمجتمع الموريتاني: فتارة يوقع اتفاقية مع الزنوج ، وتارة يقطع العلاقات مع اليهود ، وتارة يزور مناطق نائية لكنها رمزية لأهلها…..
واعتقد –شخصيا- اننا اذا اعطيناه فرصة ليحكم موريتانيا –حتى لوكان هناك بعض التجاوزات والمحاباة والاغراءات،وهي عقبة لم تخلو، ولن تخلو منها موريتانيا –
فسوف يواصل حملته الرئاسية الكارزمية الكاسحة: ايلاء الاهتمام للفئات المهمشة، اللخبطة والنجاح النسبي في محاربة الفساد، تخطيط المساكن وتشييد الطرق…….
والاهم: السيطرة التامة على زمام الأمور الامنية ….
-فشخصيا- لاشيء اخشاه على وطني المسكين اكثرمن: افلات الامور من زمامها، فليس لنا القدرة على محاربة الارهاب العالمي الذي غلب امريكا بعظمتها ، وليس لنا سيطرة على النوازع الانفصالية للزنوج او العرب، و التي اطاحت بدول بكاملها مثل السودان و الصومال…

لكنني اتمنى فقط على الجنرال :المزيد من خداع المعارضة حتى تلين وتقبل به ليخرس العالم!!
هذه المعارصة التي يجب ان تحمد ربها، للسماح لها بالاعتصام والمهرجانات اصلا!!
كما ارجوه العمل على تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية مع “دول محور الاعتدال” مثل: السعودية والامارات والجزائر،فلن تتمكن دولة فقيرة ابدا من الاعتماد الكلي على ذاتها، او على انظمة متقلبة مثل ليبيا وايران!!!!

********************

ومع انني سأصوت للجنرال -رغما عنيّ – كما لاحظتم، بل وسأدعو الجميع للتصويت له!
لكنني لن انسحب من جهة وانضم لأخرى، و لن اعلن “مبادرة عظيمة” مثل مبادرة: نساء المائة في المائة!!!
اذا لماذا اعبر عن هذا الرأي إذا لم اكن مخدوعة ولا منافقة؟؟

لقد اردت فقط البوح عن مكنوناتي ، من اجل راحة الضمير وربما للدفاع عن النفس، فلعل هناك من يشاركني هذا الرأي الواقعي ، وتحيّره المشاعر والاحداث المتقلبة من حوله…..

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button