أخبار

الإفراج عن السجناء وتأجيل الإنتخابات خارج دائرة المبادرة السينغالية

نجح العسكريون الذين أطاحوا فى السادس من أغشت 2008 بأول نظام تم انتخابه بصورة ديمقراطية فى موريتنيا ، فى تعويم الساحة السياسية ، من خلال الإحتفاظ بأغلب المؤسسات الديمقراطية فى البلاد كالبرلمان بغرفتيه النواب والشيوخ ، و غيرها ، مستغلين فى ذلك النفوذ القوي الذي يتمتع به أنصارهم فى تلك المؤسسات ، ما ساعدهم إلى حد بعيد فى تسويق الإنقلاب داخليا وخارجيا ، على أنه حركة إصلاحية ، كان لابد منها لانقاذ البلاد من المأزق الذى فى نظرهم وضعها فيه ولد الشيخ عبد الله .

العسكريون الذين مضي على حكمهم للبلاد الآن أكثر من تسعة أشهر كان لهم خلالها النفوذ والسيطرة على كل مفاصل الدولة و حشرت معارضتهم فى المدن الكبيرة كالعاصمة نواكشوط ونواذيبو وازويرات، يواجهون اليوم مأزقا سياسيا ، يفوق بنظر بعض المحللين كثيرا المأزق السياسي الذى كان سببا رئيسا فى الإطاحة بنظام ولد الشيخ عبد الله ، وحسب هؤلاء فإن غياب الإرادة الياسية القوية فى اتخاذ القرارات المصيرية بالجرأة والسرعة الازمتين لتلافي الأوضاع المتأزمة فى البلد قبل ان توصلها المضاعفات ، إلى وضع تكون فيه محاولة تلك الإرادة للظهور ، بمثابة التفجير الذى لا تعرف توابعه !.

منذ ما يزيد على شهر من الآن خرج الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذى قاد انقلاب السادس أغشت على الموريتانيين معلنا استقالته من رئاسة المجلس العسكري والدولة وترشحه لانتخابات رئاسية ، كان قبل ان يستقيل قرر لها ان تكون فى السادس يونيو 2009 ، وأخذ الكثير من السياسيين يجددون له الولاء وتحولت الإقامة التى نزل فيها بعد مغادرته القصر الرئاسي والمكتب الذى يعد فيه اجتماعاته بفندق “اتلنتيك” وسط العاصمة نواكشوط ، فى الأيام الأولى التى تلت تلك الإستقالة يشهد إقبالا شعبيا كبيرا يختلف المراقبون فى تحديد أسبابه ، ثم وقبل ان يكمل ولد عبد العزيز الأسبوع الثالث له خارج القصر ومع زيادة وتيرة التصعيد السياسي الذى تقوم به معارضة الإنقلاب ، ، بدا وكأن الجنرال يواجه متاعب سياسية ، حين أشعر جارته القريبة السينغال ، انه من الممكن تقديم تنازلات سياسية ، إذا كانت ستفضى إلى انفراج فى الأزمة !.

لم يجد ولد عبد العزيز الذى شجعته جولاته السريعة التى شملت جميع عواصم الولايات الموريتانية أياما قليلة قبل ان يعلن الإستقالة ، أمامه طاقما سياسيا محترفا يستطيع به الإبحار وسط عاصفة لم يكن وضعه فى القصر يسمح له بتحديد درجة عنفوانها ، ما جعله حسب بعض المحللين يعطي أكثر من أي وقت مضي أهمية للمبادرات الخارجية ، حتى ولو لم تستطع على مستوى الأطراف الأخرى ، انتزاع تنازلات هامة وكبيرة ، فعلى الأقل يقول هؤلاء المحللون يستطيع المجلس العسكري ، تزامنا مع المبادرة السينغالية ، القيام بما يشبه العمليات الجراحية السريعة كان القيام بها قبل أربعة أسابيع من الآن بعيدا جدا ، الإفراج عن السجناء من الجبهة ، وتأجيل الإنتخابات .

الآن وقد تم الإفراج عن السجناء أو هو على الأصح فى طور التنفيذ ، دون ان يعير أحد من المراقبين أهمية للطريقة التى تم بها الإفراج ، فإن مسألة تأجيل الإنتخابات تبقى حتمية فى نظر اولئك المحللين ، سواء نجح السينغاليون اليوم أو غدا فى إقناع أطراف الأزمة بالتوقيع على اتفاق مصالحة أم لم ينجحوا ، رغم ما يترتب علي ذلك التأجيل من سلبيات خطيرة على مستقبل محاولة ولد عبد العزيز العودة من جديد للقصر الرئاسي وهي سلبيات قد نتعرض لها بتحليل مفصل مدعوم بمعلومات خاصة حصل “عليها “أنباء” ويجري التثبت منها .

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button