مقالات

تصبحون علي اتفاق /محمد الأمين ولد الفاظل /elvadel@forislam.com

الاتفاق سيتم التوقيع عليه بعد ساعات .. هكذا يقولون .. المفاوضات ستفشل .. هكذا أيضا يقولون .. المفاوضات لا يمكن لها أن تفشل .. يقول وزير الخارجية السينغالي .. عزيز سيكون رئيسا بعد 6/6 والباب مفتوح بعد ذلك أمام المعارضة .. يقول مسؤول الاتصال في حملة ” مرشح الفقراء ” ..
الاتفاق سيتم .. الاتفاق لن يتم .. المفاوضات ستنجح .. والمفاوضات لن تنجح .. الأزمة ستنفرج .. والأزمة ستزداد تعقيدا .. هذه كلمات ترددت كثيرا في الأيام الأخيرة ..
في صبيحة يوم السبت تفاءلت كثيرا وأنا أتابع أخبار تقدم المفاوضات .. وبعد ظهيرة السبت تنفست الصعداء .. بعد أن قرأت في بعض المواقع أن أطراف الأزمة ستوقع علي الاتفاق النهائي بعد ساعات .. و في مساء السبت استعدت ” قسطي ” كمواطن موريتاني من الخوف والقلق علي مستقبل البلاد ..ذلك الخوف الذي حصل كل مواطن من هذا البلد علي نصيب منه بعد أن تم توزيعه بعدالة وبأقساط متساوية علي مواطني موريتانيا ” الجديدة ” ..
شعرت بالخوف علي مصير البلد عندما سمعت “القذافي ” يتحدث في قمة (س وص) عن الموعد المقدس لانتخابات 6/6 .. وزاد خوفي عندما سمعت “مرشح الفقراء” يتحدث من أطار عن ذلك الموعد المقدس .. وتملكني الخوف عندما قرأت في بعض المواقع في صبيحة اليوم التالي عن قدوم طائرة ليبية محملة بالأسلحة ..
أشياء كثيرة حدثت في هذا البلد تنذر بالخوف .. أشياء كثيرة ليس من الحكمة التحدث عنها في هذه اللحظات الحرجة التي يمر بها البلد .. ومع ذلك فإن هذه الأشياء تستدعي مني ـ ومن غيري ـ أن أناشد مرشح الفقراء والمهمشين والمستضعفين أن يوقع علي الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاصمة دكار ..
أناشده لأن رفض التوقيع علي هذا الاتفاق سيجلب كارثة لهذا البلد.. وسيجلب كارثة لكل الفرقاء.. خاصة فريق الموالاة .. وبالأخص من يقود هذا الفريق ..
هناك فرصة ثمينة أتاحتها مفاوضات دكار علينا أن لا نفوتها.. كما فوتنا فرصا سابقة .. فالوقت ليس في صالح فريق الموالاة عكس ما يتوهمه البعض.. وهو ما قلته للجنرال في آخر رسالة كتبتها له قبل استقالته تحت عنوان ” الحقائق السبع ” ..
الوقت ليس لصالح ” الجنرال ” لأن شعبيته أخذت تتناقص.. ويكفي هنا أن أذكر بتلك الأحزاب التي انسلخت من الموالاة .. وأخص منها حزب الشعب الذي يملك قواعد شعبية لا يستهان بها ..والوقت ليس لصالحه لأن المكاسب التي يتيحها التوقيع الآن لن تكون متاحة غدا والمكاسب التي كانت متاحة بالأمس لم تعد متاحة اليوم .. والوقت لم يعد لصالحه لأن نسبة المشاركة في الانتخابات القادمة ستكون بائسة .. والوقت لم يعد لصالحه لأن الخطاب السابق لم يعد مقنعا بعد أن ظهر أن المعارضة تسعي بشكل جاد إلي الاتفاق ولا تخاف من انتخابات شفافة .. والوقت لم يعد لصالحه لأن فريق الموالاة بدأ يظهر للمواطن للعادي ـ عكس ما كان يدعي ـ بأنه لا يريد الصلح ولا يريد انتخابات شفافة ولا يريد إلا أن ينفرد بكل شيء حتي إذا ما حلت لحظة الحساب تواري عن الأنظار تاركا الرئيس لوحده كما كان يفعل دائما ..
لقد كان من المفترض أن يكون البحث عن اتفاق يفضي إلي انتخابات شفافة هو المطلب الرئيسي للأغلبية .. مما كان سيعني أن تحقيق هذا الاتفاق سيكون نصرا لهذه الأغلبية .. ولكن الذي حدث هو العكس .. والذي ظهر للمواطن العادي هو العكس ..فقد ظهر أن الأغلبية لا تريد اتفاقا جادا ولا تريد انتخابات شفافة مما جعلها تقتنع ـ مسبقا ـ بأن التوقيع علي الاتفاق سيشكل خسارة كبيرة بالنسبة لها ..
تلك نتيجة لخطئ استراتيجي وقعت فيه الأغلبية منذ بداية الأزمة وهو خطأ كان بالإمكان أن يتم تجنبه لو استمع ” الجنرال ” إلي نصائح من يحب له الخير فعلا ..
نصيحتي للجنرال ـ ويعلم الله أني أتمني له الخيرـ أن يوقع علي هذا الاتفاق وأن يكون شجاعا كما كان و أن يقبل التحدي ويواجه خصومه أمام الشعب ..
والمؤكد أن ذلك سيكون أفضل ـ قطعا ـ من قيادة البلد بعد انتخابات لا مصداقية لها.. وبعد وعود كبيرة وعد الجنرال بها الفقراء.. وهي وعود لن يستطيع أن يحققها .. لن يستطيع أن يحققها في ظل احتقان داخلي غير مسبوق.. وفي ظل تصاعد مخيف للعنف والتصادم .. وفي ظل مؤشرات واضحة لأزمة اقتصادية غير مسبوقة ستعيشها البلاد في أيامها القادمة ..
تصبحون علي وطن ..
محمد الأمين ولد الفاظل
رئيس مركز ” الخطوة الأولي ” للتنمية الذاتية
هاتف 6821727
elvadel@forislam.com
www.autodev.org

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button