انتصار خيار التغيير البناء/عبدالله ولدبون/Abdalla_sidi@yahoo.com
كانت خطوط الجبهة والتكتل الحمراء تنذر بفشل مفاوضات داكار حيث تخندقوا خلف مطالب مستحيلة عمليا مثل العودة الكاملة “لشرعية المؤتمن” وإعلان عفو عام وحل المجلس الأعلى وفترة انتقالية لاتقل عن ستة أشهر والمحاصصة بالثلث لحكومة انتقالية واسعة الصلاحيات ، الأمر الذي جعل كثيرين يتقعون فشل المفاوضات والاتجاه ل6/6 لتواجه موريتانيا قدرها .
لكن عوامل عديدة جعلت الجبهة والتكتل يركنان للبرغماتية المطلوبة في أوضاع مثل هذه ،فليس في متناول الطرف الأضعف تحقيق أهدافه السياسية كما يريد ، لذلك تم التوصل لاتفاق يستحق المباركة من الجميع لأنه ببساطة يطوي صفحة التوتر والاحتقان في الوطن ولو لأجل قريب.
اتفاق داكار قدم الحد الأدنى للجبهة والمعارضة ، بحيث يجعل من توقيع الرئيس المخلوع على مرسوم تعيين رئيس الحكومة عودة ولو شرفية للرئيس يتفضل بعدها بإعلان استقالته الطوعية، أما المحاصصة الوزارية فجاءت باهتة لأنها ستكون لحكومة مؤقتة مكلفة أساسا بتنظيم استحاق 18/07/2009 ،على ان يظل المجلس الأعلى كماهو مجلس يخدم ويضمن فاعلية الأمن والاستقرار
وليس تشكيل اللجنة الوطنية للاشراف على الانتخابات ببعيد من نفس مستوى القيمة السياسية لعناصر الاتفاق السابقة.
فخيار التغيير البناء كرر مرارا على الجبهة والتكتل عرضا يطابق تقريبا مامنح لهم في اتقاق داكار.
وبحساب بسيط للعملية السياسية تتضح ملامح نصر سياسي كاسح لخيار التغيير البناء ، فالسيد محمد ولد عبد العزيز خرج من ميدان المواجهة السياسية أقوى إذ تركزت كل خيوط اللعبة في يده، وهو اليوم يتجه بثبات لنصر دمقراطي تاريخي في 18/07/2009 نصر سيعزز التجربة الدمقراطية الموريتانية الوليدة ،ولا يدخل ذلك في إطار الأماني بل هو استنتاج تأكده معطيات الواقع، فهو حصد ثمار مساره السياسي ببناء شبكة أمان وطنية تمثل أغلبية مريحة ستوشحه رئيسا للجمهورية وشبكة أمان إقليمية ودولية ترى فيه خيار استقرار في منطقة هشة التركيب ،بها من مسببات القلق الأمني الكثير.
عزيز عكس ماذكر بعض المحللين خرج من تجربة انقلاب 6 آغشت سياسيا محنكا يجيد إدارة اللعبة الواعية بحس وطني عميق جعله يمنح خصومه كامل الفرصة للمنافسة الدمقراطية ،وكما يقول المثل الحساني( لاطاح لماسندو اذراع)، ولعل المتتبع للشأن الموريتاني يلاحظ هشاشة ماقد يشكل منافسة لعزيز في 18/7
فالمرشحون الأساسيون للرئاسة لن يكونوا إلا من حجم السيد أحمد ولد داداه والسيد أعل ولد محمد فال إلى جانب المرشح الرئيس عزيز أما بقية المنافسين فلن يخرج ترشهم عن دائرة الترشح التكتيكي لصالحهم الشخصي أو لصالح مرشح أساسي
والسيد اعل ولد محمدفال قديراهن على تكتل مستحيل للجبهة والتكتل خلفه،الأمر الذي يبدو مستحيلا عمليا لأكثر من سبب ،لكنه لو حصل أن تكتلوا خلفه فلن يستطيعوا لي ذراع خيار التغيير الذي تلتف حوله كتل وأحزاب ومستقلون من جميع ألوان الطيف الوطني،ولن يكون ولد داداه بكامل قوته المعهودة بعد أن أثخنت حزبه الجراح السياسية في المعركة الأخيرة من انسحابات وملاحظات من داخل حزبه على أداءه المضطرب خلال الأزمة الأخيرة.
أما السادة في تواصل وفي يسار مولود وفي تحالف مسعود فلم يحدث ان مثلوا ثقلا انتخابيا إذ تفاوتت محصلتهم مابين 10% إلى 2 أو3%،.
وفي مقابلهم هناك 10% الخاصة بالسيد ابراهيما صار التي لاشك لن تكون بعيدة من التحالف مع خيار التغيير البناء ،ولن يكون الجزب الجمهوري الجديد والصواب وحزب تجمع الشعب الموريتاني وحاتم إلا بعض الأرقام الصعبة في حفل توشيح خيار التغيير البناء في 18/7
لقد منح عزيز لخصومه كامل الفرصة للمشاركة ورقابة الانتخابات حتى لا يخرج علينا بعضهم بعد الاستحاق صارخا فينا “لقد زورت الانتخابات” فالداخلية لديهم والاعلام والمالية .
وأخير علينا وعي أن الاختلاف في وجهات النظر لا يعنى مناصبة العداء ، وتأكدوا أن رياح التغيير التي انطلقت صبيحة السادس من آغشت سيزداد زخمها في كل منعطف سياسي لنتفرغ لبناء موريتانيا الجديدة ،موريتانيا دولة المؤسسات والنماء والإخاء.
Abdalla_sidi@yahoo.com