أزمة الكهرباء وتهديد الإستثمارات المحلية
من الأشياء التي من الصعب ان ينساها سكان نواكشوط رمضان 2009 ، فلأول مرة يعيش اغلب سكان جميع مقاطعات العاصمة نفس المعانات التي يعيشها يوميا جيرانهم في أحياء الصفيح جراء فقدان التيار الكهربائي .
فعلي عكس ماكان يحدث في السابق تجاوز ت فترات انقطاع التيار عن بعض المقاطعات الفترات المعتادة لتصل في هذه الشهر إلي أيام كاملة يعيش خلالها سكان هذه المقاطعات مأساة من نوع آخر ولتشمل جميع احياء العاصمة ،
حيث أن سلسلة الإنقطاعات الأخيرة للتيار الكهربائي لم تستثني أي حي من أحياء العاصمة سواءا كان شعبيا ام راقيا ، الكل تساوي في الخسائر والجميع يتقاسم نفس السخط تجاه شركة الكهرباء الوحيدة في موريتانيا .
مايود بعض المراقبين معرفته هو كيف يتم تشكيل لجنة أزمة تتألف من عدة وزراء لمواجهة الفيضانات الأخيرة الناتجة عن الأمطار التي شهدتها بعض مدن البلاد ولا يعلن حتي الآن عن تشكيل خلية لمعرفة أسباب وكيفية تجاوز أزمة هي من صنع البشر أصبحت تهدد البنية الصناعية لللبلد ، ويجب ان يعرف علي الأقل من هو المسؤول عنها ويتم التحقيق معه في ظل اعلان القطيعة الذي تعهد به الرئيس الجديد مع الممارسات السابقة بالإعلان عن مشروع موريتانيا الجديدة .
فالأزمة التي خلفها انقطاع التيار الكهربائي في العاصمة خلال شهر تتصاعد فيه وتيرة استهلاك الكهرباء تتجاوز حدود أي أزمة أخري وفق الكثيرين ، ففضلا عن الإنزعاج الحاصل من قبل المواطنين تجاه ما يخلفه غياب التيار الكهربائي من سخونة في الجو نتيجة الاعتماد علي المكيفات تتزايد مع الإنقطاع المتكرر خسائر كثير من المواطنين خاصة في مجالات التجارة والصحة .
ففي مجال التجارة والإستثمار والذي يفترض ان يحظي بعناية خاصة من قبل الدولة بدء كثير من اصحاب المؤسسات المتوسطة والصغيرة وحتي الدكاكين يعيش هاجس الإفلاس مع تزايد الخسائر الناجمة عن مشكل الكهرباء ، خصوصا في المواد التي لايمكن الإستغناء عن الكهرباء في عملية حفظها كالألبان التي عرفت صناعتها في موريتانيا تطورا ملحوظا كاد يقضي علي إستيراد الالبان من الخارج ، أما في مجال الصحة فإن الكهرباء تعتبر الشريان الاساسي الذي يعتمد عليه هذا القطاع خاصة في مجال التجهيزات الطبية وطريقة حفظ الأدوية التي يعتمد مدي صلاحيتها للإستعمال علي حفظها في درجة حرارة معينة قد لاتوجد في ظل إنقطاع الكهرباء .
مشكل الكهرباء في نواكشوط وفي ظل تناسل الأنباء حول إمكانية استمراره عدة أسابيع ان لم تكن أشهر أخري هو أكثر مايزعج المواطنين هذه الأيام علي اختلاف توجهاتهم السياسية وحل هذا المشكل خلال الايام او الساعات القليلة القادة وهو اهم مطلب يوجهه هؤلاء لقيادة بلدهم الجديدة .



