أخبار

المعارضة والنظام فى موريتانيا ضعيفان أمام الأزمة..الشارع يترقب حدثا ما؟

فى وقت حذرت فيه منسقية المعارضة الديمقراطية الموريتانية ، من ما وصفتها ب‘‘السياسات الفاشلة والتخبط في معالجة الأزمات الخانقة التي تعيشها البلاد منذ تولي الرئيس محمد ولد عبد العزيز السلطة فى البلاد إثر انقلاب عسكري فى السادس من أغشت 2008 ، لم تلوح المنسقية التى تضم جميع الأحزاب السياسية الموريتانية التى تعارض حكم الرئيس ولد عبد العزيز، باستثناء حزب الإسلاميين ‘تواصل‘ ، بما تستطيع فعله فى الوقت الراهن لارغام ديكتاتور موريتانيا حسب وصف بعض الزعماء فى المعارضة ، للدخول فى حوار سياسي يجنب البلاد الوقوع فى انحرافات تجهل نهاياتها .

واكتفت المنسقية من خلال تصريحات قادتها التى كان آخرها ما جاء على لسان رئيسها الدوري محفوظ ولد بتاح الذى عول كثيرا مثل غيره فى المعارضة على ما يمكن ان تؤدي إليه الأوضاع الإقتصادية الصعبة التى يمر بها البلد “حالة اليأس التي أصبحت تدب اليوم في كل نفس لا بد أن تفضي إلى غضب عارم، قد يتحول هو الآخر تحت ضغط التأزم العام إلى هبة شعبية يقود جحافلها شباب مل البطالة والتهميش”.

فى الطرف المقابل ، لم يفعل النظام الحاكم فى انواكشوط أكثر ، من قيامه بإجراءات جزئية هزيلة ، قدمت صورة مشوهة للبلد أرعبت الكثير من المستثمرين !!، لما يعنيه فتح محلات تجارية صغيرة سبيلا إلى تلافى موجة الإرتفاع الحاد فى أسعار بعض المواد الغذائية ، من عجز فى اقتصاد دولة كان رئيسها وهو يخلد خمسينية الإستقلال يتحدث عن صادرات عملاقة من الحديد والذهب والنحاس ، وسياسات تسيير مالي جعلت الوضع الإقتصادي فى البلاد فى أحسن حالاته .

كما لم تقدم مجموعة الرئيس ولد عبد العزيز السياسية التى توصف فى موريتانيا ب‘الأغلبية‘ رؤية واضحة لمواجهة أوضاع لا يختلف إثنان فى البلاد سواء من أنصار النظام أو من يعارضهم ، أنها بلغت من التردي فى مختلف المجالات السياسية والإجتماعية والإقتصادية ما يمكن وصفه بالأسوأ فى تاريخ موريتانيا الحديث ! ، واكتفت هذه الأغلبية بالمهرجانات المحتشمة التى لا يحفل بها أحد ، يتحدث فيها وزراء فى الحكومة بديماغوجيا بائرة وممجوة ، قد لا يكون فى عالم اليوم من يصدق ما تعد به من مستقبل لا واقع على الأرض يؤسسه .

الشارع الموريتاني وهو بلاشك يمر بوضع صعب ، بين معارضة تخلى عنه قادتها أكثر من مرة و باعوه أبخس الأثمان لأكثر من نظام فى أكثر من مناسبة ، وما عاد يستجيب لنداءاتها ، حتى ولو كان النداء لصالحه كما الآن ، ونظام لا يعترف أصلا بوجود الأزمات ! ، وأكثر المستشارين من حوله لا يهمهم زوال النظام بقدر ما يحرصون على بقائهم حتى بعد زوال النظام .. البلد فى نظرهم يعيش وضعا طبيعيا وكل ما تنشره الصحافة من حديث حول الأزمة ، لا أساس له من الصحة .. ويكفيك سيادة الرئيس ان تكلف هذا الوزير أو ذاك ان يذهب إلى هذا المكان أو ذاك ، أو هذه المقاطعة أو تلك ، فيشرح لهم إنجازاتك ‘‘الوضاءة ‘‘ من شبكات طرق ، وإمدادت مياه ، وحل مشكلة ‘الكزرات‘ وغيرها ، وسيكون كل شيئ على ما يرام .

الشارع الموريتاني .. يراهن بصمت بالغ التعبير ، على أن حدثا ما قريب الوقوع فى بلاده .. حدث قد يريحه ولو لبعض الوقت .. ما هو ذلك الحدث ..؟ ما شكله …؟ الله أعلم…

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button