مَنْ لَدَيْهِ الجُرْأَةُ على استقبَال زَعيم البوليساريو بَعْدَ اليوم ..؟*

أنباء انفو- عَادَ زعيم جبهة البوليساريو براهيم غالي ، إلى الجزائر، بعد رحلة علاج إلى إسبانيا تسببت فى أزمة علاقات حادة مع جارتها الإستراتيجية المملكة المغربية .

حاولت الحكومة الإسبانية بكل جهد إرضاء الجارة المغربية ، قائلة إنها ماكانت لتسقبل ابراهيم غالي ، لو لم يكن وضعه الصحي متدهوراً للغاية وأنه لدواعي إنسانية محضة سمح له بالدخول إلى إسبانيا.
وبما أن المغرب حذر من خروج غالي قبل المثول أمام القضاء الإسباني ، رضخت إسبانيا وأخضعت المحكمة العليا فى مدريد زعيم البوليساريو للمساءلة قبل ان يمنح حق المغادرة فى طائرة فرنسية مؤجرة ولم تسمح لطائرة جزائرية كانت تريد نقله بدخول الأجواء الإسبانية ، وذلك -ربما- حتى لايقال إن غالي، عاد بنفس الطريقة التى دخل بها وهو ماحذر المغرب أيضا من حصوله.
عاد غالي ، سالما ، وفرح أنصاره وهم يتابعون زيارة الرئيس الجزائري تبون ، له فى مقر إقامته .
لكن السؤال الكبير الذى يفرض نفسه بعد كل تلك الرحلة العلاجية الصاخبة و الأزمة الكبيرة التى تسببت فيها ، من يستيع بعد اليوم استقبال براهيم غالي ولو للعلاج ..؟ من لديه الجرأة لفعل ذلك ..؟!
إسبانيا دفعت ثمنا -ربما – لم تكن تتوقعه و لن تتجرأ في المستقبل على استقبال أي عنصر قيادي من البوليساريو ، سواء بهويته الحقيقية أو بهوية مزورة مثل تلك التى دخل بها براهيم غالي فى 18 إبريل الماضي .
نجاح باهر حققته الديبلوماسية المغربية لما ظهرت صلبة قوية مدافعة عن مصالح بلدها السيادية .
لقد رسمت الديبلوماسية المغربية وبكل وضوح خطوطا حمراء مستقبلية أمام المتعاملين مع وحدة البلاد الترابية.
وقدم المغرب رسالة واضحة إلى كل الدول كبيرة أو صغيرة غنية أو فقيرة بعيدة أو جارة ، أنه لن يقبل مطلقاً أيّ مناورات للفصل بين قضية الصحراء وبين التعاملات الأخرى سواء أمنية كانت أو اقتصادية.
- *الكاتب الصحافي الموريتاني/الشيخ أحمد أمين


