أنباء انفو- تساءلت صحف إسبانية صادرة مطلع الأسبوع الجاري ،ماذا لو نفذت ‘‘البوليساريو ‘‘ تهديدها وقصفت الشركات الغربيةداخل إقليم الصحراء جنوب المملكة المغربية وهل لديها بالفعل القدرة العسكرية على فعل ذلك.. ؟!.
قائد عسكري معروف فى جبهة البوليساريو يدعى الطالب عمي الديه، هدد الأسبوع الماضي ، بأن معركتهم “سيتم نقلها قريبًا إلى ما وراء الجدار الامني ، وجميع الأهداف الجوية والبحرية والبرية تعتبر مشروعة لأن المنطقة في حالة حرب”- حسب قوله.
الطالب الديه ، حذر جميع الشركات الأجنبية الموجودة في إقليم الصحراء من أن “الحرب ستشمل كامل أراضي الإقليم المذكور، وكذلك أراضي داخل المغرب”، وأن عليهم “المغادرة على الفور”.
وفى سياق ذلك التهديد نشرت منابر تابعة للبوليساريو قائمة تحدد مواقع تواجد الشركات الأجنبية بالإقليم وهي : عشر شركات إسبانية، تسع شركات فرنسية وأخرى من جنسيات مختلفة (إيرلندا، الولايات المتحدة ، أستراليا وألمانيا وغيرها).
منابر الإعلام التابعة للبوليساريو ، أكدت أن تلك الشركات أصبحت أهدافًا، وستتم مهاجمتها ؛ إذا استمرت في العمل هناك!.
وفى جوابها على السؤال وماذا بعد تنفيذ ذلك التهديد أجابت صحيفة “لا راثون”“ الإسبانية ، إنه على جبهة البوليساريو ، ان تصحح حساباتها وتنتبه جيدا ، ذلك – تقول الصحيفة – أن المغرب فى السبعينات و ثمانينات القرن الماضي ليس المغرب اليوم وأن “الوضع الآن، ليس هو نفسه كما كان فى تلك الفترة .. الرباط لديها حاليًا إمكانات حرب وأجهزة استخباراتية، مدعومة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل متقدمة للغاية ، لن تسمح بحدوث التهديدات”.
وحسب الصحيفة يرتبط تهديد البوليساريو “بتصعيد التوتر بين الجزائر والمغرب”.
وبالنسبة لخبراء حدثتهم “لا راثون”، فإن تهديد البوليساريو، التي تتمتع بالدعم العسكري واللوجستي من الجزائر، يمكن أن يكون أحد تعبيرات “الأعمال الانتقامية” المذكورة، بمعنى ةتأجيج الصراع الحربي مع الرباط وارتكاب هجمات ضد المصالح الاقتصادية الأجنبية المنطقة”.
ونشر المغرب خطة تنمية اقتصادية واسعة النطاق في الصحراء، مع استقطابٍ لجميع أنواع الشركات، وإنشاء الطرق، ومؤخرا، قام بإنشاء ميناء كبير في مدينة الداخلة.
وفي الانتخابات التشريعية الأخيرة، كان سكان مدن الصحراء هم من سجلوا أعلى نسبة تصويت في جميع أنحاء البلاد، والتي قدمتها الرباط على أنها “أفضل استفتاء” يمكن إجراؤه، وأنه الحل الوحيد للنزاع، من خلال مفاوضات ، ترعاها الأمم المتحدة.
وأشارت “لا راثون” إلى أنه “إذا نفذت البوليساريو تهديداتها، فإن هذا الصراع سيأخذ منعطفًا خطيرًا؛ بالنظر إلى الدعم الدولي الذي يتمتع به المغرب؛ والعواقب التي قد تترتب على البلدان التي تستثمر في المنطقة، والتي تظهر إسبانيا من بينها”.
وعندما أعلنت الجزائر “الانتقام” ردت الرباط “بدعوات للمصالحة وأكدت أنها لا تنوي الدخول في نزاعات مسلحة، موضحةً أنها على أي حال، لن تبقى مكتوفة اليدين إذا حدثت الحرب”، تضيف الصحيفة.
وعادت الصحيفة إلى التذكير بحملة البوليساريو ضد الشركات الأجنبية في الصحراء فى نهاية القرن الماضي والتي استمرت إلى عام 1986، وقد“وقعت واحدة من أخطرها في سبتمبر 1985 ضد سفينة الصيد الكنارية (إِلْ خونكيتو)، عندما كانت تعمل قبالة سواحل الصحراء”، وفق ما أوردته صحيفة “لا راثون” في تقريرها الذي تناول تهديدات جبهة البوليساريو؛ للتواجد الأجنبي بالصحراء الغربية.
وفي ذلك الهجوم، “تم إطلاق النار على السفينة من الأرض، قتلوا الربان، غييرمو باتيستا فيغيروا، 63 عامًا، متزوج وأب لثلاثة أطفال، وأغرقوا السفينة” حسب ذات المصدر.
كما واعتقل الصيادون الستة الذين كانوا على متن “إِلْ خونكيتو”؛ بعدما أصيبوا ونُقلوا إلى تندوف على الحدود مع الجزائر “حيث أطلق سراحهم بعد ستة أيام ومعهم جثة الربان”.
وفي نفس اليوم، قتلت البوليساريو عريف الفرقاطة البحرية “تاغوماغو”، خوسيه مانويل كاسترو رودريغيز، التي جاءت إلى مكان الهجوم في عملية إنقاذ، لـ”إِلْ خونكيتو” قبل غرقها.
وجاء الرد الإسباني من قبل حكومة، فيليبي غونزاليس؛ الذي أمر بالطرد الفوري من كامل الإقليم الوطني “لجميع الأشخاص الذين يثبت أنهم أعضاء في جبهة البوليساريو” وإغلاق مكاتب المنظمة الصحراوية في إسبانيا.
وأكدت الصحيفة، أن الهجوم على سفينة الصيد الإسبانية، وإطلاق المدافع الرشاشة على سفينة البحرية من قبل البوليساريو آنذاك كان محط إهتمام كبير من قبل الصحافة الإسبانية.