أنباء انفو- نتشَرَ أخيرا فيديو لِأحَدِ الموريتانيين استفاد من الإمارات العربية المتحدة عطايا تكفي لإحْدَى وأربعين ألْفَ أسرة أي نصف مليون مواطن تقريبا أي ثُـمُنَ الشعب الموريتاني، وانتشر له فيديو آخر يتملَّقُ شيخ مشيخيّة في تركيا يُشَبِّهُهُ بنَبِـيٍّ مِن الأنبياء ويُشبِّهُ مُريدِيهِ بالصحابة يبتغي به عَرَضًا أو مَتَاعًا.
وإنَّـما هو واحِدٌ من مِئاتِ الوُعَّاظِ تُـجَّارِ الدِّينِ جَمَعَ فَأَوْعَى أي حَفِطَ ما يجمع لِنفسِهِ في أوعِيَةٍ أو بُنوكٍ أو خِزاناتٍ ولا يُنْفِقُ منها إلا على أهل بيتِهِ وشهواتِهِ، عَمَّتْ بهم البلوَى يَطمسونَ مَا اشتهر به الشناقطة مِن العفافِ والتبتُّلِ للعلم كما هي سيرة محمد محمود ولد اتلاميد ومحمد الأمين الشنقيطي وأولاد مايأبَـى وغيرهم من حملَةِ العلم السفراء.
ورغم انتشار الهيئات الخيرية التي يُديرُها إسلاميون، فلقد كان عبد الرحمان السميط رحمه اللهُ يَنْفِرُ من التعامُلِ معهم لِفرطِ ثِقتِهِ في أنهم يتربَّحون ويتكسّبون بها تكسُّبًا ظاهرا كالذي يُنفِقُ مِعشارَ الزكواتِ والتبرعات من المحسنين الخليجيين على اليتامى والفقراء ويجمع فيُوعِي لنفسِهِ ولِتَرَفِهِ تسعةَ أعشارٍ.
وكان من فضل اللهِ عليَّ أنْ حَرَمَتْنِـي الْـهيئاتُ الخيرِيَّةُ الإسلامية: سَلَفِيَّة وإخوانيّة.. مِن تمويلاتِهم الجوامِعَ والمحاضِرَ والمراكِزَ العلميّةَ رغم دِرايَتِهم استحقاقي خَشْيَةً منهم أنْ يتواصَلَ معي في يومٍ من الأيام أولئكَ الْـمُموِّلونَ في الخليجِ.
وكان سُلوكُ تُجّارِ التديُّنِ والوَرَعِ والوعظِ والشعاراتِ الْـمُعَمَّمِينَ مِـمّا دفَعنِـي إلى إعلانِ الفقرة التالية من فقهي المرحلة: “لا أعتِبُ على العلمانيين العرب فلعلّهم اشْـمَأزُّوا مِن نسخَة مَـمْجوجَة من مَظاهِرِ التَّدَيُّنِ المغشوشِ أو مِن متونٍ فقهيّةٍ فروعِيَّةٍ تطمِسُ الفطرة والشرعَ كتشريعِ بيعِ الإنسان لاسترقاقِهِ وتوارُثِ سلالاتِهِ عبر التاريخ أو يُنْعِمَ الأحفادُ الأسيادُ على أحدِهم بالحُرِّيَّةِ.
* الحَسَن ولد ماديك
باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة ولسان العرب
رئيس مركز إحياء للبحوث والدراسات
