مجلة الدوحة الثقافية ..الثورة العربية ‘‘جسد الفرد..رصاص العصابة‘‘
يستوقفك وانت تقلب صفحات عدد يوليو من مجلة الدوحة الثقافية الذي يصدر الأربعاء المقبل ، مقالا تحت عنوان “جيفارا وأسامة.. الوجه والمرآة”، تناول فيه الكاتب علاء عبدالوهاب الرحيل التراجيدى لأسامة بن لادن فى تشابهه مع حياة وموت جيفارا؛ فبعيدًا عن الأيديولوجيا التى تحرك الرجلين، هناك التمرد على المهنة المرموقة والأسرة الغنية للعيش فى الكهوف والمطاردة من عدو واحد، والغموض حول مصير الجثة…
كما يستوقفك بالتأكيد ملف العدد تحت عنوان (جسد الفرد..رصاص العصابة) يقدم فيه 23 كاتبًا من مختلف البلاد العربية تناولاً ثقافيًا لظاهرة الثورات العربية. .. من خلال رصد للتحولات الهائلة التى أحدثتها فى ساحتنا العربية مواقع التواصل الاجتماعى على الإنترنت أو ما يطلق عليه (إعلام المواطن)، الملف يطلع القارئ على جهود المدونين ومستخدمى الفيسبوك والتويتر واليوتيوب فى الثورات العربية التى تخصص لها المجلة ملفًا يفند ادعاءات الأنظمة الآيلة للسقوط بوجود “أصابع أجنبية” تحرك الثورات؛ فهى عربية المنشأ والجهد والتوجه، وكل ما هنالك أن اللحم جاء من الذبيحة نفسها، وكان من الطبيعى أن ينضج فى كل القدور بالتوقيت ذاته. هى لحظة الصدام المتزامنة بين مجتمعات كانت تنمو باتجاه الفرد وكرامته الشخصية وحريته وبين أنظمة تتخلف لتتحول إلى بنية العصابة. من بين كتاب الملف الباحثة والكاتبة اللبنانية منى فياض التى تتناول أجمل جراحة تجميل قام بها شباب الثورة المصرية للجسد العربى فى مقالها الذى يحمل عنوان “تمرد الجسد المهان” بينما تكتب المصرية فيروز كراوية اجتماعية سينمائية عن المواطن الذى انتفض حتى لا يصبح “الليمبى”!
يستوقفك فى العدد كذلك الروائى السورى عمر قدور، يقرأ قوة اليأس فى مقاله “كفن أو ملاءة ..تلك هى المسألة” ويبدأ بالاعتذار للمرأة السورية التى كانت فى المقدمة، نيابة عن باعة الأكفان الذين كانوا ينادون “لدينا ملاءات نسائية لمن لا يريد كفنًا”.
ومن جانبه يستطلع المفكر السودانى حيدر إبراهيم إمكانيات الثورة فى السودان بعد عشرين عامًا من محاولات حيونة الإنسان ودفعه إلى التناحر فى بلد يمتلك براءة اختراع الانتفاضات الشعبية.
ومن الجزائر يكتب الشاعر سليم بوفنداسة “دليل المثقف الحائر” الذى اكتشف أن أدوات الثورة غير تلك التى كان يفكر بها، ومن القاهرة يكتب التشكيلى يوسف ليمود عن معرض لافتات الثورة، حيث العين تهتف قبل الفم أحيانًا.
الروائى اليمنى حبيب عبدالرب سرورى يقرأ بدوره ، السحر الذى تتضمنه كلمتا “الشعب يريد..” وكأنها “افتح يا سمسم..” التى تفتح تقوض جدران مغارات على بابا أمام إصرار الشباب اليمنى على سلمية ثورته. ومن اليمن أيضًا يكتب جمال جبران “عندى بندقية، لكن ثورتنا سلمية”.
– اعداد : الشيخ أحمد أمين