ألا يحمي القانونُ أعراضَ الناس..!/ يحيى ولد البيضاوي
في البداية أود أن أقول إنني أردت أن أكتب هذه السطور ليس من أجل الرد على أحد، إذ ليس من عادتي الدخول في مهاترات كلامية لا تسمن ولا تغني من جوع.. أحرى أن يكون الأمر متعلقا بأخي وصديقي بشير ولد خيري الذي أكنّ له ولأسرته المحترمة الودّ والتقدير ، وكان بيني وبينه من المودة إلى ما قبل يومين ما يمنعني من أن أقول فيه شيئا يجرحه مهما قال في، فليقل فيَّ أخي ما يشاء فلن أرد عليه إطلاقا، بل إنني أقول له :
هنيئاً مريئا غير داء مخامر لعزة من أعراضنا ما استحلت!
لكنني أردت أن أتوجه بهذه الكلمة إلى إدارة موقع “أنباء..أنفو” المحترمة باعتبارها تمثل أحد المواقع المهمة في ساحتنا الوطنية التي من المفترض أن تكون أمامها أهداف أكبر، وقيم أخلاقية أعلى وأنبل تمنعها من الانزلاق خارج السرب بحثا عن الشهرة بكل ما تيسر كأنها حاطب ليل، فأعراض الناس مصونة ومحمية من طرف الدين والقانون (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).
وليس من المقبول أخلاقا ولا قانونا أن تفتح وسيلة إعلام صفحاتها لنهش أعراض الناس، والتقول عليهم، وكأننا في غاب لا شرعة فيه ولا قيم . صحيح أننا جدُدٌ على الإعلام وربما لا زلنا نتعامل معه بمفاهيم البداوة وكأنه مجرّد وسيلة مستحدثة لنشر الأقاويل وتداول ( آسْواقَ ) وما يتداوله النساء في مجالسهن… وهي للأسف لََوْثة من ثقافتنا البدوية ظلت تطاردنا حتى اقتحمت علينا عالم اتصالنا أيضا..
لقد الْتمَسْت للموقع المحترم ما أعذره به في نشره لما نشر تحت عنوان (اتهامات لأنصار الشيخ عثمان أبو المعالي وأجهزة الأمن باستهداف الشيخ الددو)، ولكن وقف أمامي أن ناشر المقال غير معروف، وأسرة الموقع لا تعلم عنه شيئا، ولا تعرف في أي أرض هو، ولا تعلم شيئا عن حاله الصحية والنفسية، ولا تعرف أي شيء عما سماه (جماعة الإقلاع الحضاري)، وهذا وحده كاف لأن تتوقف وتتحرى حتى تتبين حقيقة ما وصل إليها ثم تنشره بعد ذلك إن رأت أنه يستحق النشر. ولكنها مع ذلك كله تنشر ما سماه كاتبه بيانا، كما تنشر الخبر المهم المستند إلى ما يعتد به، وتقدم له بهذه المقدمة الموهمة، كما يقدم للأخبار المهمة: (توصلت أنباء انفو الي بيان من رئيس هيئة الإشراف والمتابعة بتيار الاقلاع الحضاري يتهم فيه بعض المقربين من رئيس حزب الفضيلة الشيخ عثمان ولد ابي المعالي باستهداف العلامة محمد الحسن ولد الددو وبعض الاسلاميين وذلك بالتعاون مع اجهزة الامن الموريتانية)، فكأن ما تسميه (تيار الإقلاع) جهة معلومة، ولها رئيس تسميه (رئيس هيئة الإشراف والمتابعة).
وهو كلام حين يعرف القارئ حقيقته يشفق كثيرا على مواقعنا الوطنية حين تنشر كلاما مثل هذا الكلام. ويشعر بأنها في حاجة ماسة إلى كلّ ما يرد إليها من أجل النشر.
وبعد هذه المقدمة التي تنذر بمآمرة يخطط لها رجال (الأمن والشيخ عثمان أبو المعالي)، تنتهي المقدمة بأن هذه المآمرة هي (حملة دعاية مغرضة تستهدف تشويه صورة الددو والمقربين منه). وأسرة تحرير الموقع موريتانية، وتطالع الصحف والأخبار والمواقع كل يوم، ولم تر حملة من أي نوع ضد الددو ولا ضد غيره، ولم تقرأ في (البيان) سوى كلام يبعث على الإشفاق على كاتبه.
ويختم الموقع مقدمته: (واعلن بشير محمد محمود ولد خيري في هذا البيان استقالته من تيار الاقلاع المحسوب علي ابو المعالي) كأن بشير شخصية معروفة في حزب من أحزاب موريتانيا الكبيرة ولاستقالته أثر كبير على السياسة الموريتانية، فهو يُعلَن للشعب كما تعلن الأحداث السياسية الكبيرة التي يتوقع أن يكون لها تأثير في حياة الشعب وسياسته ..! لكن (بيان الاستقالة) بيان من نكرة، ويستقيل من جمعية وهمية، عدد أشخاصها -كما يقول صاحبه- لا يزيدون على أصابع اليد!! فهو إذن مثل بيان يتقدم به إلى الموقع شخص كان يلعب (كرور) فحصلت بينه وبين من يلعبون معه (مداغاة)، فأصدر بيانا للشعب بأنه خرج من (كرور) التي كان يلعبها مع جلسائه، وكان في (دياره) أكبر عدد من (الكيطان) فعلى الشعب الموريتاني أن يأخذ حذره من الحدث المهم ومما سيفعله الباقون بعده بالوطن !!
وأنا أربأ بإخوتي في الموقع عن نشر شيء كهذا، ليس فيه سوى النيل من أعراض الناس، والإيهام الذي أرى أن مهمة الصحافة النزيهة يجب أن تترفع عنه. إن في وسع كل من ذُكر اسمه في هذا (البيان) أن يقيم دعوى قضائية على الموقع وعلى كاتب (البيان).
وأمر آخر تقتضيه وطنيتنا هو ألا نمتهن مؤسساتنا الوطنية بإيراد اسمها في (بيان) كهذا، إن كنا لا نبالي بأعراض الناس.
ولتوضيح بعض التقول الوارد في المقال الذي نشرتموه، دون روية أو استفسار، وكأنكم تتوقعون من خلاله سبقا إعلاميا، هو مطلوب في ظل التنافس الحاصل في ساحتنا الوطنية بين عشرات المواقع والجرائد الالكترونية، أود أن أسجل ملاحظتين اثنتين :
– أولاهما : أنني شخصيا لا أعرف شيئا اسمه “الإقلاع الحضاري” وأعتقد أنه كان من المهني، والأخلاقي، أن يتم التحري حول التسمية المزعومة وما تحيل إليه من شخصية اعتبارية مفترضة . حتى تعلموا على الأقل من أين استل صاحب البيان هذه التسمية، وفي أي إرشيف قرأها.
أما (مؤسسة محيط) فكانت جمعية خيرية فكَّرت أنا وهو في إقامتها في بلدنا لجلب الخير للمحتاجين من شعبنا، كما يجلبه كثير من أهل موريتانيا بطريقة أو بأخرى. وأكثرنا لا يعلم عنها شيئا ولم يعرف اسمها إلا العام الماضي حين كتب أصحاب بشير مقالة يتهموننا فيها بأننا نتلقى الأموال من خلال هذه الجمعية التي ما زالت فكرة من معمر القذافي، ولم يكن إخوتي يعلمون بها حتى أخبرناهم، ومنهم الدكتور مختار بن الغوث الذي لم يكن يرى الاشتغال بالجمعيات الخيرية أصلا، وكان بشير نفسُه يعرض عليه عضويتها، فيأبى، ولم يناقش فكرتها يوما من الأيام، وأعلم الناس بصحة هذا بشير، ومن الغريب أن يقول -مع ذلك-: (وبعضهم قال أنه (أي الدكتورمختار) وعد بمزايا محددة من خلال مؤسسة محيط للعمل الخيري ، والتي كلفت شخصيا بتأسيسها في البلاد وإجراءاتها علي وشك النهاية ، وفهمت فيما بعد بأن القصد منها أن تكون واجهة لهذا التيار يمول من خلالها نشاطاته). غريب أن يكون هو المتزعم الأول للقضية ثم يقول إن من لا علم له بها كلفه أن ينشئها، وكان يَعِد من معه بشيء منها، إن كان فينا من يطمع في المال أو يحرص عليه، أو انتمى أو ينتمي من أجل نفع مادي، أو نال من جهة في هذا الكون أوقية واحدة! والتقول سهل، وأسهل ما يكون على من يظن أن الله لن يسأله عن كذبة يكذبها إرضاء لمرجعية معينة، لأنه يعتقد أن الكذب لها مباح وإن أزرى بالمروءة!
هذا مع أننا لا نرى بأسا بالسعي في جلب الخير للضعاف من أهلنا، أما أننا كنا ننوي تمويل أنشطة منها فبشير هو الذي وضع نظامها، وهو الذي سعى من أجل تشريعها، فإذا كان وضع هذا في نظامها فلا علم لنا به، ولا ذنب علينا فيما اجترح، وإذا كان يظن أن هذا ما سنفعله فكان ينبغي أن ينتظر حتى يراه! ولعل أخي بشير قد نسي قوله في مقالة كتبها في أحداث نواكشوط بعنوان “يا هؤلاء كفى عبثا”: (هل كل من زار الخارج غيرهم وعقد اتفاقات تفاهم هو عميل وهم فقط يخرجون من ذلك ؟ وهل ……؟ وهل ….؟ وهل ….؟). وهل كل من سعى في إقامة جمعية خيرية في موريتانيا من غير أصحابه هو عميل ويريد أن يمول أنشطته المشبوهة مما ينال منها؟ وهذه واحدة من تناقضات أخي بشير، سوف نرى لها أخوات.
وعلى كل حال لقد ترك بشير جمعيته (محيط) لم تدخل منها أوقية واحدة في جيب واحد منا، وأظن أنه يعلم أنها انتهت حيث تركها، فهو الذي صنع من أجلها كل شيء. وإذا أعلن للشعب نهايتها فقد انتهت! مع أن بعضنا في الحقيقة كان يفهم سبب تحرك أخي بشير في ترخيص الجمعية من الشرطة، منذ قرأ اسمها في مقالة أصحابه المذكورة قبل قليل، فكان يفسر تحركه بعلاقته بالجهة التي كان يعمل لها سرا.
– ثانيهما : أن سرد أسماء أشخاص، ببرودة أعصاب، وهم يتمالؤون كما يزعم مقالكم على شخصية محترمة كالعلامة الددو يعتبر تهمة كان ينبغي أن تطالبوا صاحبها بتقديم الأدلة المادية والقرائن المبينة ، الدالة عليها قبل اعتمادها ونشرها، حتى لو أمنتم من المقاضاة من جانب الدولة ورجال الأمن.
وتوضيحا للملابسات الحاصلة حول النقطتين السالفتين ؛ أقول إنني تعرفت على أخي بشير ولد خيري في إطار نشاط ثقافي مشترك غير منتم، يتمثل في تقديم دورات في الحاسب والإدارة واللغات والفكر لمن يرغب فيها ، ومساعدة الشباب في حصولهم على تسجيل دراسي في دولنا العربية، ومساعدتهم بالمدرسين والمحاضرين خصوصا في المواد العلمية أو الدراسة الجامعية التي تتم عن طريق التعليم عن بعد. والذين يتولون هذا لا يكتمونه إلا عمن يريد تهديمه، لأنهم يرون أن فيه “ضرارا” لهم لأسباب يعرفها أخي بشير، وقد كتب عنها هو نفسُه ذات يوم، كما سوف نرى. وليس عندهم وثائق سرية، وكل ما عندهم ورقة كتبوا فيها رؤيتهم للعمل الثقافي الذي يتوجهون به إلى فئة الشباب الموريتاني خاصة للرفع من كفاءتهم وتهيئتهم للعودة إلى الوطن للمساعدة في بنائه، وتبصيرهم باحتمالات المستقبل التي قد يغفل عنها بعضهم بسبب نقص الثقافة وقلة الوعي.
وأنا أحض أخي بشير على نشر هذه الوثيقة التي أخذها مني ذات مرة بطريقة يعرفها، ليسلمها إلى جهة يعلمها، لأغراض يعلمها! ولولا خوف الإطالة لكفيته مؤونة نشرها، وأنا أحيل القارئ على موقعنا (شبكة الرواد الثقافية) ليقرأ فيه خلاصتها.
وقد توثقت العلاقة بيني وبين أخي بشير، منذ أن انضم إلينا بعد مقدمه من السودان، ولكن القائمين على عملنا الثقافي هذا تنبهوا في وقت مبكر إلى أن له انتماء آخر، كان يترتب عليه أن ينقل خصوصياتنا إلى جهة كتب هو ذات مرة في مقالته السابقة -بغض النظر عن الدوافع- أنها ترى أن (الإسلام ماركة مسجلة خاصة بهم)، فهي تسعى إلى إسكات كل صوت ينطق بالإسلام خارجها. وبعد المتابعة والتحري أكثر من عام أثبت القائمون على العمل لأخينا بشير بالقرائن والأدلة القاطعة أن له انتماء آخر، وقرروا إعفاءه من المشاركة في تحضير تلك الأنشطة، بطريقة فيها كثير من التقدير والاحترام، وأخبروه أنهم يحرصون على معاملة الناس معاملة تقوم على الأخلاق، ولا يتصرفون معهم كما يتصرف بعض الحركات الإسلامية مع من ينهون علاقتهم به، وبينوا له أن ما كان بينهم من الأخوة والوداد لن يتغير.
ولم أعلم شخصيا ، بشيء حصل في الأشهر الستة الماضية غير هذا.
أما ما نشر في هذا المقال، فأنا أعذره فيه، فإن أخي بشير فوجئ بما لم يكن يخطر بباله، فقد ظن من مسايرتنا له، وتكتمنا على ما رأينا منه أننا لا يمكن أن نفهم ذات يوم مهمته المكلف بها معنا، وكانت مصارحته بها محرجة له ولمن يعمل له لأنه كان يتصرف مع إخوته وأقرب الناس إليه في السر تصرفا غير معهود في المجتمعات العربية، ولا سيما المجتمعات القبلية، بالإضافة إلى أنه عمل لا ترضاه قيمنا القبلية وأخلاقنا الإسلامية.
أما الذين يعمل لهم فكانوا يظنون أن أنشطتهم الخفية تخفى كلها، وليس من الممكن أن تنكشف، لأنهم تعودوا أن يعملوا مع الأحزاب الموريتانية شيئا كهذا فلا تفطن لهم، بالإضافة إلى أمور أخرى لا أريد الخوض فيها الآن. وكانت مقالته هذه ردة فعل يظن أن في وسعه أن ينفي بها عن نفسه ما كشفنا له، ولكنها لم تزده إلا انكشافا، وتشهيرا بنفسه، من حيث لا يعلم، فقد صار ما كان محصورا بين بضعة أشخاص منشورا في العالم كله.
وقد صرح في مقالته هذه بما يشبه الأدلة القاطعة على ما حرص على التبرؤ منه. فقد كان كل ما قال عنا تكرارا لما كتب أصحابه فينا بالحرف، من أننا (جماعة ضرار)، وأن بعضنا (علماني، وليبرالي، وبعثي، وماركسي)، وأن لنا جماعة تسمى (الإقلاع الحضاري)، إلخ. ومن المفارقات أن هذه التهم التي كتب أصحابه في موقع (أحداث نواكشوط) العام الماضي، كتب هو مقالة مطولة ينقضها فيها، بالعنوان الآنف “يا هؤلاء كفى عبثا” في 01/06/2010، أما هذا العام فرجع إلى كل ما كتب إخوته فتبناه، فيحيى البيضاوي في هذه المقالة (أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه رجل علماني التصور والفكر صنع علي أيدي البعثيين والماركسيين ، باحث عن الشهرة والتصدر بأي ثمن وما أن تهاوت الفكرة اليسارية القومية حتى تعلق بالفكرة الإسلامية التي لفظته بسرعة)، أما في مقالة العام الماضي فيقول شيئا آخر، أنقل منه الفقرة التالية دون تغيير: (كل من خالف الشباب الذين اختطفوا الحركة وغيروا مسارها هو بعثي أو شيوعي… الأستاذ والكاتب الكبير يحيي البيضاوي (…) وهو مقال رائع ( يقصد مقالا نشرته تحت عنوان حصاد الأيديولوجيا في ساحتنا الوطنية ) تناول فيه صاحبه الإشكالات التي تسببها الممارسة والتطبيق لهذا المصطلح برؤى ناقصة وعقول تربي علي النقص الفكري وبدأ كالعادة بوصف الكاتب ورصه في قائمة البعثيين ويحاول إلصاقها به إلصاقا وهو لا يعلم أن التتبع لفكرة التيار العروبي والقومي في موريتانيا ليس تيارا ملحدا كما هو حال التيار اليساري في الدول العربية الأخرى).
أما كوننا جماعة ضرار فقد نقلت ما قال آنفا منتقدا إخوته بأنهم يرون الإسلام ماركة مسجلة باسمهم.
أما عثمان بن الشيخ أبي المعالي الذي (يتآمر في هذه المقالة مع الأمن على الشيخ الددو)، فقد قال أخي بشير في المقال الآنف الذكر ما نصه : (أنها فرية مثل محاولتكم السابقة الفاشلة في نشر أخبار زائفة علي صفحات السراج الإخباري قلتم أنها مما قاله الشيخ في مجالسه الخاصة عن ولد الددو وأنتم تجهلون مجالس الشيخ التي ملؤها العلم والحكمة والفائدة، والشيخ مما يدلل علي حرصه علي العمل الإسلامي مده يده للقوميين ومحاولة جعل جهدهم رصيد للعمل الإسلامي وبالله عليك هم وليبيا أليسوا أقرب من الرفاق في سوريا ؟؟ ومن غير اللائق وصفك للشيخ العالم الورع بأنه ممن يحاولون حجب إنجازات التيار الإسلامي وذلك لا يستقيم لأن هو ركن أساس من أركان ذلك التيار ولعلك لا تعلم) أي إن ما كذبه العام الماضي أثبته هذا العام.
وأنا أعلم أن هذا ليس تناقضا من أخي بشير، لكن مهمته الخاصة تقتضي ذلك في العام الماضي وتقتضي هذا في هذا العام.
أما ما قال من أنه كان مكلفا بالتخطيط لتوجيه إساءة من نوع ما للشيخ الددو وأنه كان مكلفا بالملف في السودان، فهذا شيء لا يعرفه إلا أخي بشير، وما أظن أن عثمان زار السودان في حياته، وإذا كان قد زاره يوما فلم يكن بشير معه قطعا.
وأظن أن أخي بشير لم يتوقع أن قراء مواقعنا الوطنية ما زالوا يتذكرون، إضافة إلى ما مر بنا قبل قليل من ثناء ومديح للشيخ أبي المعالي، قوله في موقع الأخبار بتاريخ : 10/4/2010 تحت عنوان “هل الحرية تُقزم الأفكار؟” الذي أنقله بأخطائه النحوية والإملائية دون تغيير : «في يوم 20/2 الماضي أقام حزب الفضيلة بقيادة العلم العلامة الحبر النحرير صاحب الفضيلة الدكتور الشيخ عثمان ولد الشيخ أحمد أبو المعالي حفظه الله وسدد علي طريق الخير خطاه ندوة كبري تحت عنوان” العمل بالشريعة سلوكا وتقنينا وتنفيذا واجب شرعي ومطلب شعبي وحصن من التطرف والانحراف “».
ونشر في موقع تقدمي بعد ذلك مقالا بتاريخ :21/4/2010 يبدو أنه كان قد كتبه في إطار الدفاع عن توجهات حزب الفضيلة ، يقول فيه زاعما أنه يرد على أصحابه (أنقل كلامه بعجره وبجره) : “جعلا يصبان جامَ غضبهما علي حزب الفضيلة لأنه مع غيره من أحزاب موريتانيا اتفقا مع ليبيا علي بعض الأمور منها نصرة المظلوم والدفاع عن الأقليات المسلمة والمساجد في سويسرة وحملة مقاطعة الدنمارك وهل في عرفكم هذا هو العيب والعمالة والإرتزاق !! ؟”
وكان ينبغي ألا يفترض في القراء ضعف الذاكرة.
وإن كنت أعرف أن المهمة التي كان يقوم بها أخي بشير قد يقع أهلها في مثل هذا التناقض إذا لزم الأمر، ولا يبالون لأن مهمتهم ليس بالضرورة أن تتحكم فيها الأخلاق والمروءة.
وأما ما ذكر عن القرضاوي فلو بحث عن تهمة جديدة لم يقلها أصحابه العام الماضي لكان ذلك أستر له، فقد اتهمونا بهذا، وهو أعلم الناس بعدم صحة ما قالوا، فمالنا وللشيخ يوسف القرضاوي ولغيره من العلماء وما ذا صنع لنا وما ذا صنع لنا الشيخ الددو؟ ولم نتآمر عليهم؟ وهل تآمرنا على أحد غيرهما ؟ .
أما أخي بشير فلا أزيده على أن أذكره ونفسي بعلامات المنافق في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم للتحذير وليس للتدليل، والتي منها 🙁 إذا حدث كذب، وإذا خاصم فجر). وأذكره بأنه سيقف غدا بين يدي الله وسوف يسأله عن كل شيء قاله. لقد تحدث عن كتاب مختار بن الغوث حول الحركة الإسلامية في موريتانيا الذي لم يخرج إلى النور بعد، وهو يحافظ عليه كما يحافظ على مروءته ودينه، وأنا رغم علاقتي به لم أطلع عليه ، فمن أين حصل هو عليه؟؟.
أما علاقتي شخصيا بالدكتور مختار الغوث فهي علاقة أعتز بها ، بل وأدين بها لرب العباد يوم التناد ، وأسجل هنا شهادة لله لا أريد منها جزاء ولا شكورا ، على الرغم من أنه ابن عم أخينا بشير وكان ينبغي أن يعرف له قدره وينزله منزلته ، فأقول : لقد صحبت أخي العزيز الدكتور مختار بن الغوث أكثر من عقد من الزمن وأحسب أنني عرفته خلالها حق المعرفة فكان لي نعم الأستاذ ونعم الصديق علما ودينا ومروءة:
أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ،،،