مقالات

فى اليوم العالمي للشباب… كتب عبيد ولد أميجن*

أنباء انفو- في اليوم العالمي للشباب، طبعًا لم أعد شابا يافعاً ولا مندفعّا، كما تحول اهتمامي الجزئي بمقاطعة دار النعيم إلى اهتمامات كلية، وطنية شاملة، بمعنى أنني اعيش مرحلة من الرشد تجعلني اصدق من يصفني ب”الشخصية الوطنية” التي راكمت التجارب وحصلت ما يكفي من الرصيد النضالي الذي يؤهلها لتعرف جوهر الأشياء، والأفكار والاشخاص. وبدون غرور تصبح هذه الصفحة بمثابة تعبير لهذه الخلاصة.
الآن، سأحدث، المهتم من بينكم، عن تجربة سابقة في دار النعيم، اسميناها المجلس المحلي للشباب!!
كان ذلك، سنة 2001
في هذه الفترة كانت للمقاطعة تموج بالانشطة والفعاليات الثقافية والفنية، والحركات الشبابية كجمعية الكشافة، وجمعية ترقية الاسرة، والاندية الثقافية والرياضية، ولكل حي من الاحياء ميزته الرياضية او الثقافية بل وحتى توجهاته السياسية، والجميع يشعر بجزء من المسؤولية الوطنية والتطوعية، وكان المشهد السياسي والحزبي مثبطاً للهمم والعزائم،كما هو في كل وقت، فالمجلس البلدي كان يرأسه العمدة القطب ولد أمم (رحمه الله) وسبق ان التحق به قبل سنتين قدوتنا محمد المصطفى بدر الدين (مستشارا بلدياً، رحمه الله) مما جعلنا نتحمس أكثر للميدان، واما دار الشباب والرياضة فكان يديرها العميد المفتش ابراهيم ولد يعقوب (حفظه الله)، وهو مختص في مجاله لكنه ظل يعانى مشاكل تواصلية مع الادارة كان من نتيجتها تغييب القطاع الذي يديره واهمال انشطته وفعالياته، واما ابرز الفاعلين في وقتنا فكانت مطالبه المُلحة تنتهي باسكاته بكرة قدم على سبيل المثال، قبل ان يقيض الله لشباب المقاطعة الاداري الشباب Md Mokhtar Abdi حاكماً متحمسا واداريا متبصرا وعادلاً في مقاطعة يملك قرارها حفنة مما يسمى تجوزا بالوجهاء وقادة الوحدات في الحزب الجمهوري PRDS وقد ألف هؤلاء اخضاع الادارة لرغباتهم وسلوكياتهم، ثم وجد هؤلاء انفسهم في ظل ادارة جديدة، ترغب بوضوخ وتمارس المساواة بين السكان، فكان الحاكم الجديد اذا أراد جمع الناس طلب احضار مؤيدي نظام ولد الطائع إلى جانب مناصري المعارضة، فيستمع للجميع، وكنت تقدمت اليه، لما لمسته فيه من استعداد راغبا في تنظيم مخيم صيفي للمتفوقين من ابناء المقاطعة، فوافق على الفور، ولكنه زاد من عنده فأسس مجلسا محليا للشباب وعهد اليه بمثل هذه الانشطة، وكان منسق هذا المجلس هو العميد لحبوس ولد العيد، وكما قلت في السابق كانت مفتشية الشباب والرياضة تفتقر القدرة على المبادرة لكنها باتت جزءا من هذا المجلس الذي ضم كافة الحساسيات والفعاليات، وبرغم التحديات التي برزت إلى السطح والتي تميزت بمناوئة العمدة للمبادرة واعتبارها تنازعه دوره كمنتخب فقد انجز المجلس خلال فترته الوجيزة الكثير من الانشطة، بما في ذلك المخيم نفسه الذي ساهم فيه الجزارين والمزارعينوالمعلمين ومُلاك المخابز والتجار واتحادية النقل التي كان يرأسها السجاد ولد اعبيدنا وشركة مطار انواكشوط، باعتبارها مؤسسات قائمة في مجال المقاطعة الاداري، وكذلك اتحادية الرياضة وبعض القطاعات الوزارية والجمعيات الناشطة ككاريتاس والهلال الاحمر، وكان من نتائج ذلك اقامة المخيم بكل زخمه ومقدراته وتأمينه لمدة ثلاثة أيام.
من اهم ما يعلق في ذاكرتي، هو حفل الافتتاح الذي تم افتتاحه بحضور رسمي وشعبي كبيرين، وكذلك عزفت فيه فرقة الموسيقي العسكرية (قبل الحادث الذي اودى بجلها رحمهم الله نحسبهم شهداء) النشيد الوطني بكل هييته ووقاره، وذلك على خطى العازف الشيخ ولد أبادو (رحمه الله، كان أحد سكان المقاطعة الابرار)،. من طرائف هذا الحفل آن اتفقنا في المجلس على أن نكتب خطابا للعمدة القطب ولد أمم ونسلمه له ليفتتح بإسمنا جميعاً المخيم، وامام تردد اعضاء المجلس قلت لهم اسلمه انا له، وكنت أدرك أن لديه موقفا سياسيا مني وبانه، سامحه الله يحملني مسؤولية كل ما يجري، عندما بدأ الحفل تقدمت اعليه ومددت له الخطاب مكتوباً فما كان منه الا ان مزقه ورماه على الأرض وهو يقول : “انا تكتبولي انتوما الخطابات!! ..انا ابن الصالحين، الذي رضعت العربية في المهد”، وامام هذا الموقف المحرج تملكنا الخوف من أن يحمل المرحوم موقفه ضدنا إلى منبر الافتتاح، لنكتشف انه تكلم بايجابية بالغة عن شباب المقاطعة وعن عزيمتنا واشاد بحاكم المقاطعة، وثمن مبادرته وقال بأن البلدية تدعم مسارنا” واعتقد انه ساهم لاحقاً في جوائز للمتفوقين لذلك العام.
نظم، المجلس المحلي للشباب في اعقاب هذا المخيم، نشاطا او اثنين ثم عصفت به الخلافات السياسية، ولكن احتفظت نفوسنا بكثير من الصفات الحميدة التي اظهرها الاداريون الشباب، مثل ما حصل مع الحاكم محمد المختار ولد عبدي والذي سمعت الان انه اصبح واليا على تيرس الزمور، اتمنى انه لا يزال يحتفظ بمبادراته الخلاقة وبعزيمته لتنمية مجاله الجغرافي، حيثما كان، اعرف كذلك، انه تعرض لكثير من خيبات الآمال،في الطينطان وغيرها، ولكنه لا يزال واقفا.
العبرة، من هذا المنشور هو القول بأن اليوم العالمي للشباب، يجب الا يمر دون ذكر النجاحات والدروس المفيدة التي مررنا بها طيلة مسيرتنا.
بهذه المناسبة، إعود واترحم على صديقي واخي
Brahim Ould Semir
المثقف والانسان الطيب الذي منح زهرة شبابه للمسرح وللحياة ولمقاطعة دار النعيم، وكنت قبل مدة طبيت من العمدة الحالي لبلدية دار النعيم، تسمية أحد لهم شوارع المقاطعة عليه، وهنا اذكر بذلك المستشار البلدي محمد الأمين سيد مولود فوجوده في هذا المجلس يجعلني اتذكر عضوية الراحل بدر الدين فيه.

* عبيد ولد أميجن -صحافي موريتاني

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button