موريتانيا : تجارة الجسد الناعم .. الدوافع والغايات
ترغب كل النساء في الزواج و خاصة المراهقات لأنهم مهددون بالانحراف و الاغتصاب و التحرش و يكون الزواج الحل الأمثل للحفاظ على كرامة المرأة و شرفها من ذئاب البطالة و الانحراف,و إعطاء الزوج كل الحقوق في مراقبتها,حيث يصبح الزوج بمثابة الأب في إعطاء الأوامر كما ,تصبح المرأة بعد الزواج أم للبيت و للأسرة و لأبنائها, و تصبح عليها مسؤوليات كثيرة تتعلق بالتربية و التعليم و مراقبة أبنائها في المنزل و خارج المنزل للحفاظ عليهم من الضياع في عتمة الليل و متابعة دراستهم و غذائهم للحفاظ عليهم من التلوث و الأمراض المزمنة و أمراض الأطفال المعرضين بالإصابة بها في تلك السن, و تعد الأم و الأب المسؤولين الأول عن ضياع الإبن أو البنت.
البحث عن أصحاب الثروة هو ما دفع الموريتانيات للجوء للمملكة العربية السعودية,و الإقامة هناك,تاركين ورائهم كل ما لهم صلة به,” الوطن الأهل الأقارب ” و المتاجرة بأنفسهم بابخس ثمن,و ذلك من خلال تواصل مع أصحاب هذه المهنة,و قد سبق و أن قامت المملكة العربية السعودية بطرد كل الموريتانيين الغير الشرعيين المقيمين فيها,و كل من يشتبه به بمتاجرة النساء الراغبات في الزواج لأصحاب الثروة,لكن الموضوع لم ينتهي هناك فحسب, بل شهد تفاقما حيث يوجد الآن في المملكة موريتانيات يمتهن هذه المهنة على أكمل وجه,بتعاون مع زملائهن سعوديات لترويح لزواج,و يتفاخرن بها فما بينهم,حيث تقدمن الأمهات و العمات هناك بناتهن ألاتي,لا يتجاوز عمر الواحدة منهم 12 عاما لزواج و يتاجرن بهم لمن يدفع أكثر, من أصحاب ثروات النفط, و يقمن هؤلاء في أحياء بسيطة في المملكة العربية السعودية.
المشكلة التي تواجه هؤلاء هي أن الزواج الذي يقومون بتخطيطه و يربحون منه أرباح هائلة لا يدوم طويلا,حيث ستواجه تلك البريئة التي لا زالت في عمر الزهور, بعد أن اشبع ذلك الشبح رغبته منها و دفع ثمن ذلك لأمها و خالتها و عمتها,و من ثم يودعها إلى أهلها,لتعود حليمة إلى عادتها,و تبدأ المتاجرة بهن ليلا و تهيئهن من جديد لزواج حتى ولو عبر وسائل الاتصال الاجتماعية” اسكايب ـ فيس بوك ـ تويتر …إلخ, مع من يرغب بزواج بهن, و كثيرا ما يستهدف مطلقات من وصلت أعمارهم إلى 40 سنة و ذلك يستحوذواعلى أموالهم,حيث يقول بعضهم أن شعورهم و هم مع شخص كبير في السن ليس كشعورهم و هم يعاشرون شابا في الثلاثون و فيهم من أنجبت أولاد و أودعتهم لأمها و ذهبت هي كنظراتها من بنات المدينة للاصطيادو الترويج عسى الله أن يحدث بعد ذلك أمرا.
و يستكفي الكثيرات منهن بوسائل الاتصال المتاحة و الأكثر استخداما اليوم في العالم من قبل الجميع, لإيجاد ضالتها من أبناء المدينة و أصحاب ثروات النفط, و يشتركن نساء سعوديات في القضية و سمسارة و الحجابة و يستخدم في ذلك السحر ما بدى من ذلك.
أليس هذا أشبه بالدعارة من الزواج, أي زواج هذا الذي لا يقام على سنة الله و رسوله, أي زواج هذا الذي يقام من أجل المال, ألا تستحوا من بيع أجسادكم بأبخس ثمن,ألا تخافون يوم تشخص فيه الأبصار,في أرض طاهرة,ألا يكفي ما يفعله أهلها عليها.
على الأمن السعودي أن يضع حدا لهذه الظاهرة و أن يقوم بتفكيك أصحاب هذه نوايا السيئة,لأنها أولا تسيء إلى سمعة البلد و خاصة بلد مثل موريتانيا يعرف بالدين و العلماء,و لا تختلف هذه الظاهرة عن ظاهرة تعدد أوكار الدعارة و الانحراف و التحرش و الاغتصاب الذي تشهده البلاد و قد أوجب علينا و كفانا صمتا القضاء على هذه الظواهر و الحفاظ على سمعة البلد و على الدين و المجتمع و لا تنسى ” ان عذاب ربك لشديد.احذروا الذنوب التي لا يغفرها الله أبدا.
و تشهد تجارة الجسد انتشارا واسعا بين الفتيات الموريتانيات,وهي تجارة مربحة بنسبة لهم,هو ما نشاهده بالفعل يوميا على طارقة ” شارع المقاومة المعروف شعبيا بشارع عزيز” الذي يشهد إقبالا غير مسبوق من قبل المواطنين و تعتبر تجارة الجسد ثقافة دخيلة على المجتمع الموريتاني المحافظ.
الكاتب: حمودي ولد حمادي ” كاتب موريتاني ”
Istaylo.hamoudi@gmail.com