أخبارأخبار عاجلةعربيمقالات

موريتانيا: جولة بيرام إلى الولايات المتحدة..حراك له مابعده!

أنباء انفو- خارج الحراك الطاغي على المشهد السياسي الداخلي فى موريتانيا تحرك النائب البرلماني بيرام  الداه اعبيد  ، بعيدا خارج حدود بلاده في جولة أمريكية لافتة من حيث التوقيت والدلالات، يجوب اعدداً من المدن الأمريكية، حيث حظي باستقبالات حاشدة من الجاليات الموريتانية، كما عقد لقاءات مع شخصيات حقوقية وأكاديمية في واشنطن ونيويورك وسينسيناتي.

قد  تبدو جولة ولد اعبيد فى ظاهرها لدى بعض المرافبين مجرد نشاط اعتيادي لمعارض يسعى للبقاء في دائرة الضوء، لكنها لدى مراقبين ٱخرين،  تكشف عن استراتيجية مدروسة لتدويل خطاب المعارض السياسي الأقوى فى الشارع الموريتاني في لحظة وطنية وإقليمية شديدة الحساسية..

وإذا كان بيرام، الذي شارك فى انتخابات رئاسية متتالية حافظ خلالها على المرتبة الثانية واستطاع بقوة دخول البرلمان في انتخابات 2018  لا يخفي طموحه في أن يكون صوت المهمشين و”الوطنيين الغاضبين” داخل موريتانيا، فإن تحركاته الأخيرة توحي برغبة متجددة في توسيع قاعدة التأثير، وإعادة تشكيل المعارضة من خارج أطرها التقليدية.

ذلك أن الجاليات الموريتانية في المهجر، التي كان يُنظر إليها في السابق كقوة مالية أكثر منها سياسية، أصبحت اليوم منصة يراهن عليها السياسيون لتمرير مشروعهم الوطني.

من الولايات المتحدة ، دعا بيرام ولد اعبيد، الشباب الموريتاني إلى “الانخراط في نضال سلمي وموحد من أجل كسر جدار الفساد والاستبداد”، متهمًا النخب الحاكمة بـ”احتكار ثروات البلاد ومناصبها، وتوريثها لأبنائها وأصهارها، في استهانة سافرة بمبدأ المواطنة المتساوية”.

ورغم أن هذه الدعوة ليست جديدة في قاموس بيرام السياسي، لكنها اليوم تكتسب طابعًا أكثر حدة، في ظل ما يعتبره مراقبون “فراغًا سياسيًا نسبيًا” تمر به البلاد، بعد سنوات من الرهانات على إصلاحات لم ترقَ لتطلعات جزء كبير من الشعب، خاصة في ملفات العدالة الاجتماعية، والحريات، وإصلاح المؤسسات.

 كما يرى مراقبون أن ولد اعبيد مؤسسة حركة “إيرا” لمناهضة العبودية ومخلفاتها فى موريتانيا ، يحاول عبر خطاباته من الولايات المتحدة نقل “إيرا” من مرحلة الاحتجاج الحقوقي إلى مرحلة بناء مشروع سياسي متكامل، قادر على مخاطبة جميع الشرائح الوطنية، وتقديم بديل يتجاوز الفئوية والجهوية.

في أحد خطاباته أمام حشد من الجالية، قال بيرام إن “موريتانيا نُهبت من قبل أنظمة تضم مفسدين من مختلف الشرائح، ولن ينقذها سوى اتحاد وطني جامع يتجاوز الخلفيات الضيقة”. وهنا تكمن المفارقة: فالرجل الذي بنى جزءًا كبيرًا من شعبيته على الخطاب الهوياتي، بات اليوم يدعو إلى تجاوز الهويات الثانوية، نحو مشروع وطني شامل.

 السؤال الكبير الذى بدأ يطرح فى موريتانيا للنقاش، هل تفتح جولة ولد اعبيد الأمريكية،  الباب أمام تحالفات جديدة تُعيد رسم مشهد المعارضة؟.

 

مواضيع مشابهة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button